لا تعويل على ثقافة ضجيج العقول السجينة مع أخطاء الماضي لأنها أصبحت عبئاً ثقيلاً و مؤثر ومربكة سلباً على ثورتنا السلمية ,بل هي ثقافة عقابية يصعب علينا عندما يقع الفأس على الرأس تفادي تهديد انزلاق وسقوط نضال شعبنا الجنوبي المخلص في مربع الصراع مع إن الكل يحمل هموم الوطن (...), وهذه كملة حق نرجو إن لا يراد بها باطل , وليعلم القاصي والداني إننا أصحاب حق وقضية واضحة وعادلة , ليس فحسب من ذلك بل نحن أصحاب الأرض والهوية الجنوبية المتجذره منذُ إن خلق الخالق الوجود واستواء على عرشه سبحانه وتعالى. ولعل من المؤلم أن يكون هناك مِنْ بيننا من يحاول إن يحصر خياراته بين مغامرات و لهفة الترقب والانتظار الطويل والتربص لهفوات بعضنا ، وكأن الخلاص سيأتي عبر خطابٍ أو بيانً هنا وخطابٍ أو بيانً هناك، في حين شعبنا الجنوبي يتحدى ظروف الخلاص من ذلك العدو المتغطرس الذي يجيد فنون الفهلوة والتحايل وزرع الفتنة ,وهل يعقل إن عدونا (...) سيعيد أرضنا ويرحل منها ويرجع الحق لأصحابه ومن ثم تنتهي قصة (....).
واهم من يحمل فكر قذف (...) من منصات الخطابات طويلة المدى أومن خلال دوي انفجارات البيانات , على الرغم من ثقتنا الكبيرة التي نراها من شعب الجنوب بإرادته التي حزمت و أمره الذي لا شيء يمكن أن يقف في وجهه , لقد قدّم للعالم صوره إياه في التحضر و القيم والحرية والرحمة والتصالح والتسامح فيما بينهم ، إنُه الصمود العنيد و المشاعر الحية الرافضة لمحتل يهيمن يعزل ويجوع وينتج الحروب الاستباقية و ألازمات المتلاحقة ، محتل يحمي ويكيف مصالحة مع كل متغيرات سياسة أوضاع المنطقة وفي أسوء الحالات التي لا يمكن إن تتصورها حسابات المخضرمين.
لهذا لم نلمس أي تغير تجاه قضيتنا العادلة في المنطقة وعلى المستوى الدولي وكما يبدو من إن سحر الخطابات وثقافة الضجيج لم تلقى التقدير والاستحسان ، لأنه ربما يبحث العالم عن تغيير في السياسات الاستهلاكية التي لا تتفق أو بمعنى أدق لا تلبي معيار حجم الأفعال المطلوبة للمواقف الحازمة والجادة التي تنهي (...) نظام "الجمهورية العربية اليمنية لدولتنا الجنوبية الحبيبة".
كيف لنا إن نقوم بذلك ونحن لم نستطيع إيجاد حل حقيقي لإنهاء وكبح نفوذ نظام صنعاء على المنطقة والعالم بسبب تردد العقلاء , وإذا كنا ننتظر من إن المطلوب للدفع بقضيتنا في وقتنا هذا الحاسم على مستوى المنطقة والدول الإقليمية والعالم بمجرد خطابات تبدي نوايا الوعيد والتهديد لعدونا (...)أرضنا الجنوبية الطاهرة فهذا خطى جسيم لا يخدم أولويات المرحلة القادمة بل هو إهدار ومضيعة للوقت في حين إن عدونا يواصل لحظات الحسم ..... اليوم علينا الاجتهاد في تجميد نفوذ نظام صنعاء على كافة المستويات عن دول المنطقة والعالم والاستفادة من نقاط الخلافات وهذا أمر صحيح ليس بالسهل والهين ، لكنه ليس بالمعُقد كما يعتقد البعض لان استجابة الأشقاء والأصدقاء في اعتقادي يرتكز أولاً على اختبار أنفسنا وتطوير قدراتنا إلاستراتيجية في التأثير والسير بخطوات عملية أكثر ثبات إلى الإمام , بعد أن نفرغها من مضمون المواقف التقليدية وسياسة القفز فوق الحواجز وسباق المرثون الذي سيجعلنا نلهث بعد فقدان أجسام أرباب السياسة اللياقة البدنية والذهنية.
على أي حال مسلسل الصراعات هو شر بليتنا , لهذا ليس من المنطقي فرض وتكييف حضور قضيتنا الجنوبية على المستويات الدولية والاعتراف بحقوقنا السياسية و حق تقرير المصير دون إيجاد مفهوم يواكب جروح شعبنا ومراعاة وضعة وحلول بديلة لتحريك الأمور إلى نصابها التي تتمثل بتشكيل قيادة موحدة أو حكومة جنوبية مصغرة في المنفى وهذه الخطوة ستكون بمثابة رد على صلف نظام صنعاء وتشدده واستهانته بقدراتنا , بل وقف استمراره في فصول المماطلة وخرق قرارات الشرعية الدولية في إطار سياسته العدائية ضد شعبنا وأرضنا المغتصبة الرامية إلى فرض واقع باطل وغير مشروع في ضم وإلحاق الجنوب.. شعب الجنوب يعاني في ظل نظام صنعاء من كل أشكال الظلم والقهر وسياسة التفقير والاغتيال والاعتقال وحصار القرى والمدن الجنوبية بالإضافة إلى قصف المنازل بالأسلحة الثقيلة وهدمها على رؤوس ساكنيها وغيرها من الجرائم الوحشية البشعة , والمُقلق جداً هو التجهيزات والتعزيزات المستمرة بالعدة والعتاد والجنود والمرتزقة والمتطرفين التي تقوم فيها سلطة الجمهورية العربية اليمنية في كل المحافظات الجنوبية, في حين شعبنا في الداخل ينتظر تضميد جراحة وتخفيف الألم ورفع حصاره من قبل ساسات السياسة, في حال ترحيل المشاكل والمتاهات و الانقسامات الغير مبرره ووضعها على طاولة النقاش والحوار , ولا ينبغي على من يتسمون بصفات قيادية مجربة إن تُدفن رؤوسها في الرمال طالما شعبنا الجنوبي يضيء الطريق لها بصموده و مقاومته نظام صنعاء (...). وفي الحقيقة هناك لي وقفة أخرى ورسالة جادة في غاية العانية أوجهها لإخواننا الواهمين المتصيدين الذين لم تطلع عليهم شمس الحرية ممن فرقتهم الظروف و الأيادي نفسها التي كانت ومازالوا ينساقون خلفها معتقدين بأن نفوذهم ومصالح مناطقهم تتسع لخلق توازن قوى بعد إن فقدت بسبب صراعات الماضي بنفس الأيادي التي كانت ومازالت تحمل السيوف المسمومة تضرب فيها أعناق الجنوبيين دون تميز.
رسالتي إليهم مفادها ليس من الإنصاف على الإطلاق إن تكون ظنون ونوايا أولئك الجلية من إن شرعية بقائهم وعلاقتهم السياسية والعسكرية و مناصبهم على سدة حكومة سلطة صنعاء من منطلق المصالح الآنية ضد شعبهم وهو يقتل, ومما لاشك فيه إن تلك المواقف لم تأتي كولاء أو كوفاء وود للوحدة المغدوره أو لنظام صنعاء لعلمهم علم اليقين عمق ثقافة النظام العدائية , وإنما نكاية وتصفية حسابات وتشفي بالخصم القديم فهذه معالجة مكروه وثقافة انتقامية فاشلة , لكنها فرصة ذهبية يستغلها نظام صنعاء.
جميعنا على يقين بان الجنوبيين كما يصفنا ذلك النظام (...) صومال وهنود متساوون ونقتسم بالحقوق والواجبات بل لا تميز بين الفريق الذي يحالفه والفريق الأخر فكلى الفريقان إمام نظام صنعاء فريسة سهلت الابتلاع ، ونقول لولائك إن هزيمتنا السياسية والعسكرية النكراء منذُ حرب صيف 94م كانت نتيجة طبيعية لواقع أخلاقي مهزوم ورابط اجتماعي هش بسبب غياب النسيج و اللحمة الجنوبية الواحدة آنذاك , على أي حال نقول لأولئك الجنوبيين المنساقون والمتحالفين معهم من أصحاب هذيان الصراعات السياسية الوهمية اليوم عدونا واحد وقضيتنا الجنوبية العادلة تتعلق بالإيمان العميق الذي يغمر شعبنا الوفي الصادق بترابطه الوثيق الذي يشكل خيبت أمل و قوه ضاربة في قعر دار نظام صنعاء ومن يحالفه ولن يسمح شعبنا الجنوبي على الإطلاق لأصحاب الأسباب النفعية والمصلحيه بتحريك المياه الزفرة الراكدة بسبب وجودة تحت (...) و هذا لا يعني ذلك استسلام ورضوخ لمن يحاول زرع صراعات التناحر الماضية , والاهم من ذلك إن شعبنا الجنوبي لن تهزم مسيرته التحريرية الصمت العربي والعالمي الغريب والمخجل ...