قال مسؤولون أمريكيون يوم الثلاثاء إن الجيش الأمريكي وأجهزة الاستخبارات الأمريكية كثفت جمع المعلومات باستخدام طائرات استطلاع وأقمار صناعية واعتراض الإشارات لتتبع أهداف القاعدة داخل وخارج قواعدهم في اليمن. وأضاف المسؤولون الذين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم أنه يجري تبادل بعض المعلومات المخابراتية مع قوات الأمن اليمنية لتسهيل عملياتهم ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كما أنها قد تعزز أيضا العمليات الأمريكية ضد الجماعة وقادتها. وقال مسؤول مخابرات أمريكي "هناك قدر هائل من التركيز على تلك الدولة."
وأثار هجوم أمريكي جوي في اليمن يوم الثلاثاء تكهنات بأن الجيش الأمريكي أو وكالة المخابرات المركزية الامريكية بدأت في استخدام طائرات بدون طيار في شن هجمات في اليمن.
وقال مسؤول محلي يمني إن الهجوم الجوي استهدف تنظيم القاعدة لكنه أخطأ هدفه فقتل وسيطا بدلا من قيادي متشدد.
وعند سؤال المسؤولين الأمريكيين عن الهجوم قالوا إن واشنطن تستمر في لعب دور داعم بمساعدة القوات اليمنية في تعقب الأهداف وتحديدها بدقة، مشيرا إلى أن هجوم يوم الثلاثاء لم تشنه طائرة بدون طيار تتحكم فيها الولاياتالمتحدة.
وقال مسؤول عسكري أمريكي "ما زلنا ندعم اليمنيين في تصديهم لهذا التهديد داخل حدودهم."
لكن مسؤولا آخر اعترف بأن هناك "خطا دقيقا" بشكل متزايد يفصل بين لعب دور داعم وأخذ زمام المبادرة.
وأصبح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وأحد قياداته البارزة -أنور العولقي وهو رجل دين إسلامي متشدد أمريكي المولد- أهدافا تحظى بأولوية قصوى للولايات المتحدة منذ أعلنت الجماعة المسؤولية عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أمريكية في ديسمبر كانون الاول.
وكان مسؤولون في واشنطن أعلنوا الاثنين أن قائداً عسكرياً أمريكياً كبيراً أصدر العام الماضي أمراً سرياً كان وراء اطلاق عمليات خاصة سرية في منطقة الشرق الأوسط والقرن الافريقي .
وذكر المسؤولون الاثنين ان الأمر الذي أصدره في سبتمبر/أيلول الماضي الجنرال ديفيد بترايوس رئيس القيادة العسكرية المركزية الأمريكية سمح بالتصعيد الذي شمل زيادة المساعدات العسكرية والمخابراتية لمساعدة القوات اليمنية على ضرب أهداف للقاعدة، وأيضاً نشر المزيد من الطائرات بلا طيار لجمع المعلومات وتعقب أهداف ذات قيمة عالية .
كما أجاز الأمر لوحدات العمليات الخاصة الأمريكية العمل مع قوات الأمن المحلية لمواجهة القاعدة والمخاطر الأخرى، وهو هدف لا يخفيه مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) .
وبوصفه رئيساً للقيادة العسكرية المركزية يشرف بترايوس على حربي العراق وأفغانستان، ويلعب دوراً محورياً في التخطيط لأي عمل عسكري ضد إيران بسبب برنامجها النووي .
وجاء إعلان المسؤولين الأمريكيين بعد ان أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الاثنين نقلاً عن وثائق عسكرية بأن الولاياتالمتحدة وسعت نطاق أنشطتها العسكرية السرية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشرق إفريقيا لضرب شبكات المتطرفين . وقالت الصحيفة ان هذه الخطوة هدفها “اختراق وعرقلة عمل وهزم أو القضاء على شبكة القاعدة ومجموعات أخرى في إيران ودول عربية والصومال” بحسب الوثائق .
وإلى جانب هذه الأهداف هناك جهود تجري “لتحضير الأجواء” لهجمات محتملة قد تشنها القوات الأمريكية في المستقبل، كما أضافت الصحيفة أن الوثائق لم تشر إلى أي دولة محددة في إطار ضربة محتملة .
وقال مسؤولون دفاعيون أيضاً للصحيفة ان الأمر السري الذي وافق عليه الجنرال بترايوس في سبتمبر/أيلول يتيح امكانية القيام باستطلاع قبل ضربة عسكرية محتملة في إيران إذا استمر التوتر بخصوص ملفها النووي بالتصاعد .
ونقلت الصحيفة عن وثيقة ان الأمر يركز على جمع معلومات استخباراتية في البلدان المطلوبة، وذلك “من قبل القوات الأمريكية ورجال أعمال أجانب وأكاديميين أو أشخاص آخرين” لرصد التهديدات والتعرف إلى المتطرفين والوصول إلى “ادراك متواصل للوضع” .
وفي حين أن هذه التوجيهات الهادفة أيضاً إلى تحسين العلاقات مع القوات المحلية الصديقة في المنطقة تعكس تحركات قامت بها إدارة جورج بوش السابقة لتوسيع نطاق عمليات عسكرية أمنية خارج مناطق الحرب، فإن الأمر الجديد يهدف إلى اعتماد مقاربة يكون مداها أطول بحسب الصحيفة .
وقالت الصحيفة ان مسؤولي البنتاجون حذروا من ان توسيع نطاق العمليات السرية قد يؤدي إلى توتر علاقات واشنطن من الحلفاء في المنطقة مثل اليمن .