أثار قرار الرئيس الأمريكي انسحاب بلاده من اتفاقية باريس لتغير المناخ ضجة كبيرة في الأوساط الخضراء بداية يونيو، وهو الأمر الذي وصفه مدير وحدة تغير المناخ في اليمن بالمتوقع وخاصة أن ترامب كان قد هدد أكثر من مرة بالانسحاب . وقال فهمي بن شبراق- مدير الوحدة في الهيئة العامة لحماية البيئة بصنعاء في حديث خاص ل"المصدر أونلاين" - رغم توقع هذا الإنسحاب من قبل الكثيرين وهو الأمر الذي سبب قلق للمفاوضات المناخية الا ان الغالبية أيضا اعتبرت التصريحات السابقة مجرد أسلوب من أساليب الضغط التي تستخدمها أمريكا بشكل دائم في المفاوضات، مضيفاً بأن هذا الانسحاب سيؤثر على العالم بوجه عام واليمن بوجه خاص ولكنه لن يلغي اتفاقية باريس وستظل مستمرة.
وستأتي تلك التأثيرات- بحسب بن شبراق - على شقين الأولى متعلقة بنسبة التمويلات التي ستقل وبالتالي ستتأثر عدد من الدول وخصوصأ النامية ومنها اليمن التي تستفيد من تلك التمويلات بوضع مشاريع بيئية وتنموية تساعد على مواجهة آثار تغير المناخ والوصول الى تنمية مستدامة. والشق الثاني متعلق بخفض نسبة الانبعاثات من الغازات الدفيئة التي الزمت اتفاقية باريس بها الدول وخاصة المتقدمة منها .
أمريكا كثاني أكبر دولة ملوثة للبيئة بعد الصين من حيث نسبة الانبعاثات، بانسحابها هذا تتنصل من الزامية النسب التي وردت في اتفاق باريس. ولن تسطيع معه الدول الأخرى الا تقبل ما ستدفعه الولاياتالمتحدة من تمويل وما ستخفضه من نسبة انبعاثات دون قدرتها على التلويح بالورقة الملزمة.
ويضيف مدير وحدة تغير المناخ "أنه وبالرغم من التأثيرات التي ستطال العالم ومنها اليمن جراء قرار ترامب الا أنه ليس بالشكل الذي يصوره البعض كما أن العمل البيئي في اليمن متأثر أصلا بمشاكل أكبر من موضوع انسحاب أمريكا . حيث حرمت الحرب البلاد من الاستفادة من الفرص المتاحة في مجال المشاريع البيئية فكيف سيتم التفكير بخسارة ما ليس متاح أساساً .
ظروف الحرب تلك منعت اليمن حد قوله من المصادقة على اتفاقية باريس نتيجة غياب الدولة ومكتفية بالتوقيع فقط . كما تعرقلت عدد من المشاريع التي كانت جاهزة للتنفيذ بعد ان أخذت أشهر من الدراسات والإعداد . وأحد تلك المشاريع المتوقفة كان مشروع خاص بالإدارة المتكاملة للمياه . ويقوم على عمل انشاءات في أماكن محددة على مستوى الجمهورية بحيث تقوم بعملية تجميع مياه الأمطار والاستفادة منها .
مشروع اخر ب (70 ) مليون دولار لم يكتب له النور وهو مشروع التأقلم مع التغيرات المناخية ، ويقوم على عمل محطات رصد مناخية على عموم الجمهورية وتتوزع هذه المحطات بين محطات رصد مائية وزراعية وأخرى ترصد التلوث البيئي بحيث تربط جميع هذه المحطات بنظام واحد للإنذار المبكر .
رغم المعوقات التي فرضتها الحرب الا أن وحدة تغير المناخ بالتعاون مع كل الجهات الأخرى ذات العلاقة تحاول الضغط لمواصلة العمل والحصول على مشاريع قابله للتنفيذ في ظل الوضع الراهن ومن ضمنه مشروع الاستعداد التابع لصندوق المناخ الأخضر والمخصص للدول النامية والمقدر بمليون دولار سنوياُ . وهو- حد وصف بن شبراق- مشروع فني يهدف لتأهيل الدولة وتأهبها للاستفادة من التمويلات المتاحة في الصندوق .
وتسعى دول العالم وخاصة الدول المتقدمة منها من خلال الاتفاقيات والبروتوكولات المناخية إلى خفض مستوى الانبعاثات وخفض درجة حرارة الأرض لمستوى أقل من درجتين مئويتين بحلول 2100 وكذلك مساعدة الدول النامية على التكيف مع التغيرات المناخية الناتجة عن الاحتباس الحراري .
ويتوقع العلماء أن يؤدي هذا الاحتباس الى عدد من التأثيرات على الأرض منها تقلبات الجو الكثيرة ، غرق الجزر المنخفضة والمدن الساحلية وحدوث موجات جفاف وتصحر وانقراض عديد من الكائنات الحية إضافة الى انتشار الأمراض المعدية في العالم .