منذ قرابة اربع سنوات من اشتعال الحرب في اليمن بعد سيطرة جماعة الحوثيين على مركز الحكم في صنعاء، بدأ الناس الذين يملكون وظائف خاصة ولديهم مرتبات منتظمة بالبحث عن بدائل للخدمات التي توقفت، والتي كان أبرزها خدمة الكهرباء، حيث انقطع التيار عن اليمن منذ نهاية العام 2014بشكل كلي. كانت ألواح الطاقة الشمسية هي الحل لكثيرين، ولكن مع ارتفاع اسعارها ومحدودية تشغيل الأجهزة الثقيلة عليها, بدى أنها لا تلبي الحاجة.
فالمنظومة الشمسية التي قد تضيئ لك المنزل لا تتحمل تشغيل الثلاجة أو المكنسة الكهربائية، وهنا ظهرت في الأحياء بصنعاء مولدات خاصة ضخمة تغطي شوارع وأحياء بأكملها. وحظيت هذه المشاريع بتجاوب أعداد لا بأس بها من المواطنين، خصوصا أصحاب المحال التجارية التي لا تلبي أنظمة الطاقة احتياجاتهم. ولكن أسعار الاشتراك فيها مرتفعة جداً.
بادرت عليا احمد وهي شابة في الثلاثين من عمرها وتعمل في قطاع خاص فور استلامها لراتبها بتوصيل كهرباء تجارية الى منزلها رغبة منها في كسر الظلام واستقبال ليالي رمضان بالضوء. فلرمضان خصوصية في المجتمع اليمني، والجميع يفكرون بإيجاد البدائل المناسبة للطاقة خاصة مع الظروف التي يمر بها اليمن والحرب التي أدت إلى خروج محطة مارب الغازية التي كانت تغذي البلاد بالكهرباء.
ويقضي اليمنيون ليالي رمضان في متابعة المسلسلات والبرامج مع عائلاتهم وهذا الأمر يحتاج إلى طاقة كهربائية طويلة الأمد وهو الأمر الذي لا يتماشى مع منظومات الطاقة الشمسية التي سرعان ما تنفد بطارياتها. وهنا أضحت المولدات الكهربائية التجارية بديلاً مناسباً في هذا الشهر المبارك رغم تكلفتها العالية.
تكاليف الإشتراك يتجاوز سعر الكيلو الواحد من الطاقة الكهربائية 200 ريال، ناهيك عن قيمة الاشتراك الشهري الذي يتراوح بين 1000- 2500 ريال شهرياً على المنازل والمحلات التجارية.
يشكو المواطنون في العاصمة صنعاء التي ينتشر فيها استخدام المولدات الكهربائية التجارية من استغلال تجار المولدات وفرص رسوم كبيرة مقابل الإشتراك مما تسبب في إيجاد سوق رواج لهم ووسيلة مهمه تدر عليهم ملايين الريالات شهرياً.
أبو عمار أحد سكان حي شميلة شمال صنعاء تحدث للمصدر اونلاين أن سبب اشتراكه في خدمة المولدات الكهربائية التجارية "أنها رائعة وسدت فراغاً مهماً ووفرت خدمة جيدة في ظل انقطاع الكهرباء لكنها غالية جداً ولولا ظروف عملي ما أدخلها ابدأ. وقال مهدي الجعدبي وهو صاحب محل للحلويات في صنعاء القديمة، " لدي منظومة طاقة شمسية اشتريتها بداية الحرب، لكن استخدامها محدود ولا تفي بالغرض فانا لا استطيع تشغيل البرادات التي تحفظ الحلويات كونها تتطلب طاقة اكبر من التي معي ،ومن أجل عملي أدخلت الكهرباء التجارية رغم كلفته الباهظة الا اني مجبر ..
وبسبب عجز الطاقة الشمسية عن تلبية احتياجات كثير من الفئات فقد انتعشت تجارة الطاقة الكهربائية في صنعاء، لتشهد استثمار ورواج كبير خلال فترة الحرب، ويحقق مالكو المولدات الكهربائية أرباحاً طائلة على أصحاب هذه المشروعات ،بينما أثقلت كاهل المواطن البسيط.
ا.س "أحد تجار المولدات الكهرباء في صنعاء قال للمصدر اونلاين إن أسباب ارتفاع تكاليف الاشتراك المواطن وهو في ظل انقطاع الرواتب وغياب خدمة الكهرباء منذ بداية الحرب. ويرجع سبب الارتفاع المتزايد على أصحاب سلطة الأمر الواقعة في صنعاء حيث تفرض عليهم رسوم مقابل الاشتراك وتأخذها منهم من دون وجه حق على حد قوله.. ويقول إن هناك تكاليف الإصلاح المولدات الكهربائية التجارية، وأجور العاملين، وارتفاع تكاليف المشتقات النفطية.
يرى اقتصاديون أن مستقبل الطاقة الكهربائية في اليمن و الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي ، والذين انشأوا مؤخرا جمعية مالكين للكهرباء التجارية مؤشر علي ان جماعة الحوثي تعمل في اطار خصخصه كلية لخدمة الكهرباء وذلك لإنشاء قطاع الطاقة موازي لقطاع الدولة.