سؤال يطرح نفسه في الوقت الذي وصل فيه العرب إلى أدنى درجات التخلف والانحطاط في المجالات،السياسية،والاجتماعية والاقتصادية،يعيش الغرب في تطور هائل وتقدم لا مثيل له في جميع المجالات والأصعدة،فنجدهم يعيشون طفرة تكنولوجية غير مسبوقة ورخاء وتقدما اقتصاديا لا يضاهى،فالناتج المحلي للولايات المتحدة ألأمريكية عام2013بلغ 16.7تريليون دولار،والناتج المحلي في اليابان5تريليون دولار،والناتج المحلي في ألمانيا 3.4 تريليون دولار،والناتج المحلي لبريطانيا2.9:تريليون دولار،والناتج المحلي لفرنسا 2.8 تريليون دولار،وعلى الصعيد السياسي يتم إجراء الانتخابات النزيهة التي يصل فيها المترشح للرئاسة،والمرشحين لعضوية البرلمان إلى مناصبهم بشكل شرعي،من دون الاستعانة بعمليات التزوير،وتنتشر أنظمة الحكم الديمقراطي التي تستند إلى رأي الشعب،فالقانون لديهم يطبق على الجميع،ولا يحمي متقلدي المناصب الرفيعة من محاكمتهم في حال خرقهم القانون،مثلهم مثل المواطنين العاديين،فكم وزير أو رئيس أجبر على الاستقالة والتنحي من منصبه بسبب فضائح مالية أو سياسية أو جنسية،و قوانينهم تكفل حرية الرأي والتعبير للصحفيين،في توجيه النقد إلى المواقع الحساسة في الدولة،والذي يساهم إلى كشف المجرمين والمتورطين في الكثير من القضايا. وحقوق ألإنسان لديهم محترمة،مثل الحماية من التعذيب،والمحاكمة العادلة،وعدم التمييز بسبب الجنس أو اللغة أو العرق أو الدين،ولم يخلطوا بين الدين والسياسة،والمسؤولية لديهم تكليف وتنتهي بانتهاء أمدها أو حدودها،ويخضع جميع المسئولين لمبدأ الشفافية والمحاسبة(من أين لك هذا؟)قبل توليهم مناصبهم وبعد تركهم لها،والمسئولين يعيشون حياتهم العادية بين الناس دون أي عقد أو نعال،لماذا؟لأنهم يحكموا بالقانون الذي يطبق على الجميع بدون استثناء،ولوا أن وزيرا ارتكب مخالفة مرورية في الطريق لتمت معاقبته بنفس العقوبة التي تسلط على أي إنسان عادي،وفي مجال التربية والتعليم تجد المناهج متطورة ومواكبة للعصر،فلا مجال لأن تجد نقصا في التجهيزات،أو اكتضاضا في الفصول والأقسام،فيتعلم الطفل أساليب الحوار والديمقراطية،وينشأ على السلوك الحضاري والابتكار والإبداع،كما يشجعوا البحث العلمي وترصد له ميزانيات ضخمة،وما يميزهم عن البلدان العربية،هو عدالتهم ومساواتهم بين جميع الناس أمام القانون،غنيهم وفقيرهم،كبيرهم وصغيرهم،سيدهم وعبيدهم،جميلهم وقبيحهم،وبين المرأة والرجل00الخ،وإذا سرق فيهم القوي حاكموه،وإذا سرق فيهم الضعيف أيضا حاكموه. وعلى عكس الوضع في الدول الغربية،انتشرت في الدول العربية ألأنظمة الدكتاتورية الفاسدة،التي نجد الحاكم يقبع على السلطة حتى مماته،نتيجة لنظام التوريث،أو إجراء انتخابات مشكوك في نزاهتها،ولم تعرف الشعوب العربية تداولا سلمياً للسلطة،منذ استقلالها وإلى اليوم،بل كانت السلطة تنتقل من زعيم إلى أخر بواسطة الانقلابات العسكرية،ولم يفلح العرب في صناعة أي شيء وبقوا على قاعدة الاستهلاك لا الإنتاج،فالناتج المحلي لجميع الدول العربية عام 2013 لم يتجاوز 2.8تريليون دولار،علي الرغم من ضخامة الموارد الطبيعية التي يمتلكونها،بسبب الفساد الذي تغول فيها وتحكم في مقدراتها،في جميع مؤسساتها الرسمية،وأمتد في مفاصل المؤسسات الجماهيرية،وفي مقدمتها الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني،فلم نسمع بأن أي حزب سياسي إسلامي أو ليبرالي،قرر أن يخضع كبار مسؤولية لمبدأ(من أين لك هذا؟)قبل توليهم مناصبهم في ألأحزاب،وفي الجهاز الإداري للدولة وبعد تركهم لها،فنرى الواحد منهم بعد أن كان يعيش في شقة إيجار،ويركب الباصات،قد صار في زمن قياسي،يمتلك الفلل والعمارات والأراضي والسيارات، والأرصدة المالية من غير أن يسأله أحد(من أين لك هذا؟)والتعليم في المدارس والجامعات تركز بشكل عام علي التلقين أكثر من التفكير،ونعاني من الفقر والبطالة والإرهاب،وتطبيق العدالة والمساواة بين جميع الناس(فيه نظر)فإذا سرق فيهم الشريف تركوه،وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد،ويمنع الصحفيين من توجيه النقد إلى المسئولين،مما ساهم في التغطية على الفساد والفاسدين،وشتان بين دولة تقدس العلم،وتشجع البحث العلمي وترصد له ميزانيات ضخمة،ودولة تقدس الجهل والتخلف. ___________________________ [email protected]