إلى تعز أرسل نبى الله الصحابي الجليل معاذ بن جبل لتكون هي محور ارتكاز الدعوة لليمنيين ليدخلوا دين الله إيمانا . لم يكن الاختيار النبوي لتعز عشوائيا لكنه كان تقديرا ناتج عن الهام رباني كونهم مخلوقين بعقول تفكر وتقدر وتتبصر ببصيرتها لتفرق بين الحق والباطل فترتزق بحكمة العقل الحق وتتبعه وكانت تعز نعم الاختيار ليقام فيها أول مسجد رفع فيه اسم الله وكان أول مدرسة قرآنية تعلم فيها أبناء المحافظة القرءان وأصول الدين ، وشاركوا في نشر تعاليم الاسلام فى أصقاع اليمن بالحكمة والموعظة الحسنة . وكان لعقلياتهم المدنية دور في إقناع أهلهم بالدين مجادلة للعقول وليس نقلا جامد بلا فهم، لذلك قال النبي قولته للشهيرة الإيمان يمان والحكمة يمانية . و يسجل التاريخ لتعز من اختارها صلاح الدين الايوبى لتكون عاصمة الدولة الأيوبية فى جنوب شبه الجزيرة العربية وبنيت على قلب جبل صبر قلعة القاهرة ليكون ذلك الاسم هو معلم تاريخي يبقى بعد صلاح الدين أثر يذكر الناس بقهر التتار والمغول . ووصل تعز غاية الطموح وهدف الأهداف للدولة الأيوبية ، كما بنى الجامع المظفر مدرسة دينية وبصمة ثابتة للدولة الإسلامية الى تعز قرر الإمام احمد نقل عاصمة ملكه عندما تكالب عليه أبناء مذهبه ولسان حاله يقول تعز اختلافها معى مذهبيا رحمة لان أبناء تعز يعقلون ان الدين لله .. لقد فضلها على صنعاء لشعوره بإيمان أبناء تعز السلاح هو صانع الانتصار ولم يدرك ان عقول تعز هى التى تصنع التغيير الجذرى لأنها ترى الحق وتؤمن به . وتجسدت خطيئته لمدنية تعز في محاولة قطرنتها متوهما بثقافته الظلامية قدرته على إسقاط وعي تعز فأسقطته تعز وأطاحت بحكم الإمامة ، وكانت عرين ثورتي سبتمبر واكتوبر . تعز ارض اختارها جمال عبد الناصر لتكون موطئ قدمه الثابت في اليمن السعيد والمتحرر ليطلق إنذاره التاريخي لبريطانيا العظمى بشل عصاها وترحل من ارض العروبة . تعز حاضنة البذرة القومية معبر الحرية من الاستعمار رمز الانتماء الوطني مصنع الرجال مدرسة القيادة ، لم ولن تكون وكر للعصابات وبيئة للفيروسات لانها محصنة بعقول لا تخترق ولا تتأثر بعوامل التعرية مدنيتها معين فطرى لا ينضب .. خلقت تنضح بقيمها وثقافتها . تعز تظل عز من أراد ان يعيش عزيزا بها وهى الذل لمن تسول له نفسه أن يتعزز عليها وهى صدق يفضح المارقين الذين أشاعوا الكذب وصدقه الخيط الأبيض الذى يؤذن بالفجر ويوقظ المنومين من سباتهم هى أغنية عباس الديلمي " صَبَاحُ الخَيْرِ يَا وَطنَاً يَسِيرُ بمَجْدِهِ العَالِي إلى الأَعْلى ويَا أرْضَاً عَشِقنَا رَمْلَهَا والسَفْحَ وَالشُطْآنَ وَالسَهْلا "