مهما كانت غايتهم ومخططاتهم فإن اقتراب الانقلابيين في اليمن من حدود المملكة سيكون وبالا عليهم، وهم على ما يبدو لم يفهموا -أو لا يريدون أن يفهموا- الرسالة التي أعلنتها قيادة قوات التحالف العربي بأن "الحدود السعودية منطقة محرمة"، وأن القوات السعودية "جاهزة لدرء أي خطر قادم من اليمن عبر الحدود".. الانقلابيون الحوثيون وأعوان المخلوع صالح حاولوا من قبل الاقتراب من حدود المملكة، فنالوا ما يستحقون، وحين يعيدون الفعل ذاته على الرغم من التحذيرات، فإن القوات السعودية ستكون بالمرصاد، كما حدث أول من أمس حين دمرت قواتنا آلية تابعة للميليشيات الحوثية حاولت التقدم نحو ظهران الجنوب، وما حدث أمس باقتراب ميليشياتهم من المنطقة الحدودية في جازان، ومحاصرة القوات السعودية لهم، فهم إما موهومون بأنهم أقوياء قادرون على المواجهة ودخول معارك كبيرة، معتقدين أن الدعم سيأتيهم من الخارج ليساعدهم على الصمود والاستمرار، أو أن هناك من يخطط لهم ويدفعهم لذلك غير مكترث بخسائرهم في الأرواح والمعدات لتحقيق جزء من أجندته، أو أنهم بلغوا درجة من التخبط صارت تقودهم إلى أعمال أشبه بالانتحار، من غير أن يحسبوا تبعاتها في سبيل تطبيق السيناريو المكتوب لهم.. في كل الحالات السابقة تظهر بصمات طهران على الانقلابيين الذين قالوا إنهم يريدون المشاركة في لقاء جنيف، فإن كانوا سيذهبون حاملين معهم أجندة إيرانية، فإنهم لن ينجحوا في طرح ما هو مرفوض جملة وتفصيلا، لأن الألاعيب الإيرانية انكشفت، وتبعية الانقلابيين لطهران صارت معروفة للقاصي والداني، والخيار الصحيح لديهم -إن فكروا بعقل- أن يعملوا من أجل اليمن وليس من أجل إيران، فاليمن بكل مكوناته هو ما سيبقى إلى جوارهم متعايشا معهم، أما إيران فمهما حاولت.. تبقى دخيلة على اليمن وشعبه الذي لن يستسلم بسهولة لأحلام ساسة طهران في استعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية. مفاوضات خلاص اليمن على الأبواب.. وسلوكيات الانقلابيين لا توحي بأنهم جادون في التفاوض من أجل سلام اليمن، وعليهم أن يثبتوا العكس، فالمسألة ليست عبثا كما يحسبون، بل هي مصير شعب ومستقبله، فإن لم يكونوا مستعدين للعمل لمصلحة اليمن، فما عليهم سوى الاستسلام والقبول بعودة الشرعية، أو التأهب لمواجهة ما لا طاقة لهم به.