كشفت رواية بريطانية عن كواليس المشهد الأفغاني، مؤكدة أن ما حدث في أفغانستان إذلال للولايات المتحدةالأمريكية، ونقطة تحول في تاريخ العالم. وقال الكاتب البريطاني، بيتر أوبورن، إن ما يحدث في أفغانستان، لا يعتبر إذلالا لأمريكا فقط، إنما قد يكون نقطة تحول في تاريخ العالم ومستقبل الإمبراطورية الأمريكية. ويضيف أوبورن في مقال له على موقع "ميدل إيست آي"، أن إخفاق أمريكا الاستخباراتي في أفغانستان، والسقوط السريع للبلد في يد طالبان، رغم أكثر من ترليوني دولار أنفقتها الولاياتالمتحدة هناك طوال نحو 20 عاما، بينها نحو 100 مليار دولار لبناء قوات الأمن الأفغانية التي انهارت بسرعة، سوف يفزع أصدقاء أمريكا ويريح خصومها. وكتب أوبورن أنه منذ ثلاثة عقود فقط تقريباً، اندحر الاتحاد السوفييتي من أفغانستان في حدث مثّل لحظة من الذل الوطني الأسطوري. وبعد اثنين وثلاثين عاماً، تعرضت الولاياتالمتحدة هذا الأسبوع للمصير نفسه تماماً. واعتبر أن ما حدث تكرار لنفس الحكاية: قوة عالمية عظمى تُهزم على يد جيش من القرويين في واحدة من أفقر البلدان في العالم. ووصفها بأنها لحظة تاريخية عالمية، تثير تساؤلا كبيرا: هل سينهي انتصار الطالبان الولاياتالمتحدة كقوة عالمية؟ ويرى أوبورن أن هناك من الأسباب ما يكفي لافتراض أن الإجابة ستكون بنعم. وأكد على أن مستقبل إمبراطورية الولاياتالمتحدة على المحك. ويشير إلى أنه منذ عام 1945، وقد يقول البعض حتى منذ قبل ذلك، والولاياتالمتحدة هي القوة العالمية المهيمنة. إلا أن الإذلال الذي تعرضت له الأسبوع الفائت يضع علامة استفهام كبيرة على وضعها، وقد تغدو هذه اللحظة نقطة تحول في تاريخ العالم. ويشدد على أن الإخفاق في استشراف السرعة التي بها دخلت حركة الطالبان إلى كابول، تثبت (مرة أخرى) عجز الأمريكيين الفطري عن فهم بلد احتلوها لعشرين عاماً. وبحسب الكاتب، سوف يُفزع هذا الفشل الاستخباراتي الهائل أصدقاء الولاياتالمتحدة، فيما سيريح خصومها. ولكن يعلم الرئيس الأمريكي جو بايدن أن البلد الذي يقوده قد فقد طعم التشابك الخارجي والحرب. ويقول إنه قد يتم السخرية منه في العواصم الأجنبية وداخل وزارة الخارجية، ولكن بايدن محق في الظن بأن الناخبين الأمريكيين قد سئموا الحرب. ويرى أوبورن أن أحداث الأسبوع الماضي، أثبتت أن الولاياتالمتحدة لن تجد حرجاً في التخلي عن حلفائها، وأنه حتى أوروبا تحتاج لأن تعيد التفكير في كيانها الأمني، فيما يتحول الشرق الأوسط ببطء نحو غرب آسيا. ويشير الكاتب إلى أن هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي السابق، قال ذات مرة إنه "قد يكون خطيراً أن يكون المرء عدواً لأمريكا، ولكن أن يكون صديقاً لأمريكا فهو أمر قاتل". ويخلص الكاتب إلى القول إنه "لم تكن مثل تلك العبارة أكثر صدقاً مما تبدو عليه اليوم".