قال مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن المدنيين الذين يكافحون من أجل البقاء وسط المعارك بالشوارع والضربات الجوية التي تقودها السعودية في مدينة عدن في جنوباليمن يواجهون أيضا تناقص امدادات الوقود والغذاء. وأضاف الرئيس المنتهية ولايته لوفد الصليب الأحمر في عدن برتراند لامون في مقابلة مع وكالة أنباء "رويترز" في جنيف إن "الجوع والأمراض يهددان مليون شخص يسكنون عدن التي باتت الآن منطقة حرب محصورة في صراع بين المقاتلين الحوثيين ومسلحين محليين". وأشار لامون إلى "المستوى العام لمخزونات الغذاء في عدن تقلص بشدة بسبب انخفاض الواردات عبر البحر وصعوبة نقل السلع برا من صنعاء." وأضاف "حد الناس من تحركاتهم بسبب الصراع وبسبب خطوط الجبهات .. وليس لديهم سيارات أو موارد للسفر. ومن ثم هذا يجعل الناس أكثر قابلية للتأثر بالمخاطر وأكثر اعتمادا على المساعدات الخارجية." ولامون سويسري يعمل في عدن منذ يناير 2014 وبقي شهورا بعد حملة المقاتلين الحوثيين لدخول المدينة مما دفع التحالف بقيادة السعودية للتدخل عسكريا في 26 مارس . وتفرض السعودية حصارا شبه شامل على اليمن الذي يعتمد بشدة على الواردات في محاولة منها لمنع وصول أسلحة إلى الحوثيين. وتقول الأممالمتحدة إن نقص الوقود في أنحاء البلاد أدى إلى انتشار الأمراض والمعاناة في البلد القاحل حيث يعتمد الحصول على المياه عادة على المضخات التي تعمل بالوقود وحيث يحتاج أكثر من 20 مليون شخص - أو 80 بالمئة من السكان - إلى المساعدة بشكل أو بآخر. ونقلت الأممالمتحدة عن مسؤولين بقطاع الصحة في عدن قولهم إن 8000 شخص أصيبوا بحمى الضنك بالمدينة منذ أن بدأت الأزمة في مارس آذار توفي 590 منهم بسبب المرض. ونشرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 12 موظفا دوليا و50 يمنيا يعبرون خطوط المواجهة في عدن لانتشال الجثث وتسليم المساعدات بما في ذلك الوقود لتشغيل محطات ضخ المياه التي تزود نصف سكان المدينة باحتياجاتهم. وقصف الحوثيون مصفاة عدن مرتين في الأسبوع الماضي مما تسبب في تدمير صهريجي تخزين وخط أنابيب يربطها بالمرفأ النفطي. وقال لامون إن الأضرار "جزئية إلى حد كبير" وإنه لا يزال يتم الاعتماد على المصفاة للاستخدام المحلي وتعد شريان حياة حيويا للسكان والمستشفيات ومنظمات الإغاثة. ومع تجاهل دعوات وجهتها الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة من أجل وقف فوري لإطلاق النار من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى الذي يقدر بنحو 2800 شخص في أنحاء البلاد والناجم عن القتال والضربات الجوية. وافتتح مستشفى للجراحة تابع للصليب الأحمر في حي المنصورة في المدينة في الشهر الماضي يضم حوالي 50 سريرا. وقال لامون "إذا اشتد الصراع فسنواجه بالتأكيد سيناريو سقوط عدد كبير من المصابين تعجز المنشآت الصحية عن مواجهته."