لم يكن افراد وضباط الجيش الوطني وحدهم في مقدمة صفوف معركة استعادة الدولة المغتصبة من مليشيا الحوثي وقوات صالح. بل ان الشواهد والحوادث التي ترد بشكل شبه يومي تكشف للعالم ان الصفوف الامامية للمعارك تشهد تواجد الطبيب ، والصيدلي ، والمعلم ، ورجل الاقتصاد وكل شرائح المجتمع في مسعى وطني واحد يتمثل بالخلاص من اجرام الحوثي وصالح. اخر هذه الشواهد الحية والواردة من ارض المعركة هي استشهاد احد الكوادر الشبابية الملهمة في معركة تحرير صرواح يوم امس . "محمد محمد الشليف" ، يحمل شهادة الماجستير في ادارة الاعمال ، يتحدث ويكتب بثلاث لغات ، ويتبوء منصب مدير عام لاحدى الدوائر الحكومية بمحافظة مأرب قبل استشهاده يوم الامس بمعركة اسماها " معركة كرامة الوطن." كان بمقدور " محمد محمد الشليف" البقاء على مكتبه في المحافظة التي تحرر منها 90 % من اراضيها ، وكان بوسعه التفاخر بما وصل اليه من درجة علمية ومؤهلات اكاديمية إلا انه وجد بأن " الرجل الشجاع لا يبحث عن العذر ولا يتوارى خلف الصفوف ، بل يتقدمها " ليبذل دمه رخيصا في سبيل الله تحريرا لوطنه وارضه وانتصارا لعزته وكرامته. ليس " محمد الشليف" أول الشهداء من المدنيين من ذوي المؤهلات العلمية. " اسامة المخلافي"، خريج كلية الطب بجامعة صنعاء استشهد قبل نحو عام بمحافظة تعز وهو يذود عن مدينته التي اجتاحتها جحافل مليشيا الموت والدمار الحوثية. "نايف الجماعي" احد حملة الماجستير ، عرفته الفضائيات شاعرا فذا ، ورجل ادارة ، ومديرا ناجحا لاحد البنوك الاهلية كان ايضا من من لحقوا بركب الشهداء مدافعا عن عزة وطن يراد له الارتهان لإملاأت الملالي في طهران. من المؤكد ان هناك الكثير والكثير من أمثال هؤلاء العظماء و أمثال هذه الكوكبة العظيمة من شهداء الوطن الذين ستخلدهم ذاكرتنا وذاكرة التاريخ التي تحتفظ في جنباتها ذكرى الزبيري ، وجار الله عمر ، و باحاج .... وغيرهم الكثير.