فاجأ الحوثيون الأوساط المحلية والدولية يوم 30 يناير الماضي بإعلانهم نجاح عملية استهداف بارجة سعودية في مياه البحر الأحمر بالقرب من ميناء الحديدة، عن طريق صاروخ حراري. وعرض "الإعلام الحربي" للحوثيين لقطات فيديو للعملية التي جرت عن طريق زوارق بحرية صغيرة، حيث يظهر المقطع التسجيلي البارجة السعودية قبيل لحظات من انفجار أصاب مؤخرتها، فيما يظهر في الخلفية أصوات حوثيين وهم يرددون شعار الصرخة فرحاً بنجاح العملية. وكانت السلطات السعودية قد أعلنت قبل يومين بأن الهجوم كان انتحاريا نفذه 4 زوارق حوثية، اقترب أحدها من البارجة مستغيثاً بها وطالباً النجدة، وحين أصبح الزورق بالقرب من البارجة فجر من فيه أنفسهم باستخدام مادة (تي ان تي) شديدة الإنفجار، ما أدى الى مقتل جميع من فيه، بالإضافة الى اشتعال النيران في مؤخرة البارجة ومقتل اثنين من طاقمها. في الجانب الآخر يقول الحوثيون بأن استهداف البارجة تم باستخدام صاروخ حراري موجه أطلقه الحوثيون على البارجة بعد أن اقترب أحد زوارقهم منها بشكل كبير. وأثارت العملية التي نشرتها وسائل الإعلام اهتماماً واسعاً، حيث عبر مسئولون غربيون عن تنديدهم للهجوم الذي نفذه الحوثيون في مياه البحر الأحمر، في حين قال المبعوث الدولي لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد بأن الهجوم يزيد من تعقيدات الأزمة في اليمن، ويضع الحوثيين في موقف حرج أمام المجتمع الدولي، فضلاً عن مواقف الإدانة والاستنكار الواسع من عدد من الحكومات العربية والإسلامية للإنقلابيين.
* تغير المعطيات الإقليمية والدولية بعد الهجوم لم تكد تخمد النيران التي اندلعت في البارجة السعودية حتى اشتعلت علامات استفهام كثيرة تتساءل عن إمكانية أن يكون الهجوم بمثابة الطعم الذي وضعه التحالف أمام فم الحوثيين والذين سارعوا بالتقامه على الفور. وفي هذا الصدد يقول الناشط محمد السامعي "احتمالان اثنان لا ثالث لهما قد يفسران كيف استطاع الحوثيون إصابة بارجة حربية متطورة على الرغم من كونها تتميز بنظام استشعار ونظام دفاعي يمكنها من الكشف عن أية محاولات للتسلل أو الهجوم: الاحتمال الأول هو أن الحوثيين يمتلكون بالفعل أسلحة وصواريخ متقدمة تكنولوجياً الى حد بعيد، أمدتهم بها إيران من قبل، أما الاحتمال الآخر فقد فهو أن السعودية تعمّدت وقوع هذا الاستهداف كي تخفف الضغوط الدولية التي تطالبها بإيقاف عملياتها العسكرية في الساحل الغربي والشروع في وقف فوري لإطلاق النار. ويعزز هذا الطرح أنباء تواردت من مصادر مختلفة تؤكد بأن مجلس الأمن نبّه قيادة التحالف الى خطورة الآثار المرتبة على اقتحام قواته مدينة الحديدة وميناءها، باعتبار أنه المنفذ الوحيدالمتبقي للحوثيين، والذي تمر عبره مساعدات المجتمع الدولي وقوافل الإغاثة الى المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون. وكان الجيش اليمني قد أصدر إعلاناً عسكرياً، الاثنين، أكد فيه بأن الشريط الساحلي الغربي من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال منطقة عسكرية، محذراً المدنيين بضرورة الابتعاد عنه قدر الإمكان.