على مدى أعوام الفتنة، التي أشعلها الإصلاح ومنذ عام 2011، ونحن نسمع تلك الجمل، حتى وإن تغيرت الكلمات فالمعنى واحد، بمجرد أن تقول كلمة حق لا تعجبهم.. فزمان كانوا يقولون: "إذا لم تكن مرتزقاً من الساحات فأنت عفاشي"، وهاهم اليوم ينهجون نفس النهج، ولكن بنبرة طائفية: "إذا لم تكن داعشياً إصلاحياً فأنت حوثي"، فلم يسلم من اتهاماتهم حتى من كان مرتزقاً معهم.. فقد اتهموا الأمين العام للحزب الاشتراكي أنه حوثي...!! بل واتهموا الاشتراكيين انهم يقاتلون في صفوف الحوثيين.. كما اتهموا القيادي البعثي نائف القانص أنه حوثي وأنه يأوي أبو علي الحاكم..!! وفي تعز، وزع الإصلاح لائحات فيها أسماء تضم شخصيات محسوبة بنظرهم على "الشيطان وعُباد الوثن كمفتي تعز والدكاك والسامعي والجنيد".. وقالوا إنهم حوثيون..!! ناهيك عن افترائهم على الاشتراكي محمد المقالح، والنائب أحمد سيف حاشد (الثائر) قالوا إنهما أيضاً حوثيان..!! والدكتور حسن مجلي، الذي زرعوا متفجرات في باب منزله، قالوا إنه حوثي..! كما قالوا إن قتلة الدكتور أحمد شرف الدين، والدكتور عبدالكريم جدبان حوثيون..! وإن من حاول اغتيال الدكتور القاسم شرف الدين، عميد كلية الأسنان جامعة صنعاء حوثيون..! والذين ألقوا بقنبلة يدوية على "مركز بدر" حوثيون.. وكذا قولهم في المؤتمريين إنهم أصبحوا بالكامل حوثيين.. كما لم يسلم من اتهاماتهم وزير الدفاع الذي قالوا عنه هو الآخر حوثياً..! أما عبدربه فقد أصبح اليوم بنظرهم حوثياً و"خائناً"..!! لم ينقصهم سوى تعبير واحد لم يقولوه، إن "الجمهورية كلها حوثيون"! كل شيء أضحى، بنظرهم، حوثياً حتى كباش العيد التي يربونها في بيوتهم!
إنه الجنون الذي أصيب به الإصلاح، بل هي الهستيرية التي لا تعالج إلا بسيسي.. باختصار: إنهم يمرون بمرحلة احتضار. صدق المثل القائل: "من زرع الحيلة حصد الفقر"!