تشهد مناطق البيضاء هدوءًا حذراً بعد معارك عنيفة استمرت لأسابيع خلفت مئات القتلى والجرحى بين صفوف جماعة أنصار الله "الحوثيين" وعناصر من تنظيم القاعدة بجزيرة العرب المعروف ب"أنصار الشريعة". وتمكنت اللجان الشعبية التابعة لأنصار الله من السيطرة على أهم معاقل التنظيم والمناطق القبلية التي كانت تحتضنه لسنوات، بسبب انتماء زعامات من أبناء تلك المناطق للتنظيم. ويتمركز الحوثيون في مناطق "المناسح ومحين يزيد والثعالب ودار النجد والزوب وخبزة وحنكة آل مسعود والمناطق القريبة من يكلا.. وغيرها". وتشير معلومات حصلت عليها وكالة "خبر" للأنباء، إلى أن حركة عبور – شهدتها البيضاء مؤخراً – سواءً لعناصر القاعدة أو لقبليين كانوا يقاتلون إلى صفوفهِ مقابل مبالغ مالية، أو بعض منْ وصفتهم مصادر محلية ب"المرتزقة" الذين يبحثون عن الفيد في الأماكن التي تشهد مواجهات بين الطرفين. وبحسب المعلومات، فإن تلك العناصر بدأت بالنزوح والتوجه ناحية الشرق باتجاه المناطق الحدودية بين البيضاءومأرب، فيما يواصل عناصر القاعدة طريقهم متوغلين في صحراء مأرب. وأفادت مصادر أمنية ل"خبر" للأنباء، بأن عناصر القاعدة، وجراء انهزامهم في المواجهات مع "الحوثيين"، قاموا بتلغيم الطرقات المؤدية إلى مناطق "يكلا" وغيرها، بهدف إعاقة لجان أنصار الله عن مواصلة انتشارها وملاحقتهم باتجاه الشعاب. وهو ما حدث فعلاً من خلال حوادث انفجار عبوات ناسفة استهدفت أطقماً لأنصار الله، خلفت العديد من القتلى والجرحى خلال اليومين الماضيين. وتؤكد المصادر، أن إقدام مسلحي أنصار الله على التوسع باتجاه "يكلا" سيكون باهظ التكلفة عليهم، بسبب وعورة المناطق وتحصّن مسلحي التنظيم والموالين لهم من القبائل في شعاب المنطقة التي تمتد لمساحة شاسعة على الحدود بين البيضاءومأرب. وأضافت: "الألغام أعاقت تقدم الحوثيين، باتجاه مناطق "يكلا والشعاب" وكذا الطرق التي يستخدمها التنظيم في عبور عناصره بين مأربوالبيضاء". وفيما كانت مصادر إعلامية تحدثت عن انسحاب أنصار الله من مناطق رداع وقيفة، أكدت مصادر أمنية ومحلية متطابقة، أن مقاتلي جماعة أنصار الله "الحوثيين" لا يزالون متواجدين في كافة المناطق المحيطة برداع، موضحة أنهم متواجدون في منطقة "قيفة" والتي تشمل ثلاث مديريات محيطة بالمدينة. وعزز الحوثيون من تواجدهم في كافة المناطق بأعداد تفوق أولئك المتواجدين من قبل.