روت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير لها من داخل اليمن وبالذات في محافظة حجة، أنه عندما شن طيران التحالف غارة على محطة تعبئة المياه، مساء الأحد 30 أغسطس ،2015 في مديرية عبسبحجة، والذي أسفر عن مقتل 13 عاملاً. وقف مالك المصنع إبراهيم رازوم بعد أيام قليلة من تلك الغارة، بين عبوات زجاجات المياه المتناثرة، والصناديق المشتعلة والماكينات المسحوقة، بحثاً عن أي سبب ممكن قاد طائرات حربية من التحالف العسكري على مهاجمة المكان. وتقول صحيفة نيويورك تايمز، لايوجد أي دليل إطلاقاً تحت الأنقاض لآثار استخدام المصنع لصنع القنابل، كما ادعى المتحدث باسم قوات التحالف. بل على الرغم لايوجد أي مرفق عسكري ولو بعيداً عن المصنع من شأنه أن يفسر قصف المكان بأنه خطأ مأساوي: لأميال حولها، لم يكن هناك شيء سوى رمل الصحراء. وأشارت الصحيفة، إلى أن الخسائر البشرية الناجمة عن قصف طائرات التحالف، أكبر من أي سبب آخر تسبب في مقتل يمنيين هناك، في بلد تلوح فيه المجاعة في الأفق، ومدن منهارة جراء استخدام الأسلحة الثقيلة. ولفت أن الحملة الجوية التي قادتها السعودية ضد الحوثيين، أصبحت الآن أوسع وأكثر شراسة، مما جعل المنتقدين يتهمون التحالف بانتهاج سياسة العقاب الجماعي ضد من يعيشون في مناطق واقعة تحت سيطرة الحوثيين. وقالت الصحيفة الأمريكية، إن الغارات الجوية للتحالف قصفت الأسواق والشقق السكنية ومعسكرات اللاجئين، كما أن بعض القنابل سقطت بعيدة "جداً" عن أي هدف عسكري، كالقصف الذي استهدف، مؤخراً، مصنعاً لتعبئة المياه شمال اليمن، وهي الهجمات التي تصفها منظمات حقوق إنسان بأنها ترقى لجرائم الحرب. وذكرت، أن أكثر من 1000 مدني يعتقد أنهم قتلوا جراء القصف، ومازالت الحصيلة ترتفع بشكل مطرد في ظل عدم وجود سوى القليل من الغضب الدولي. وفي الأجزاء الشمالية من اليمن، والتي يتواجد فيها إلى حد كبير من الحوثيين، يقول سكان للصحفيين ممن قاموا بزيارة نادرة الى المنطقة، إن حملة القصف من قبل قوات التحالف في كثير من الأحيان وكأنها تطهير طائفي. وكانت الضربات الجوية الأقرب إلى الحدود مع المملكة العربية السعودية قوية لدرجة أن الناس لجأوا إلى الكهوف الجبلية أو أجبروا جنوباً، وغالباً سيراً على الأقدام، حيث أقاموا معسكرات واهية على جانب الطريق لتشتيت طيران التحالف. وذكرت الصحيفة، أن القصف تركز، بشدة، على الأحياء المدنية في صعدة. وعلقت بالقول: إن السكان المحليين يطلقون "النكات" على أن التحالف لم يعد لديه أي أهداف ليضربها، وبات يضرب نفس المباني والمقرات العسكرية يومياً مراراً وتكراراً وبتردد محير ورهيب. وأشارت الصحيفة، أن التحالف نادراً، وربما لا يعترف مطلقاً بقتل المدنيين خطأ في اليمن، مثل تفجير مجمع سكني للعاملين في المخا في يوليو الماضي، وقتل فيه 63 شخصاً على الأقل، لكنه بدلاً من ذلك يلوم الحوثيين، متهماً إياهم بالقتال من مناطق سكنية. وكشفت عن أن الضربات الجوية بدلاً من أن تقلب مزيداً من اليمنيين ضد الحوثيين، تسببت في بلورة الغضب في أجزاء من اليمن ضد السعودية وشركائها في التحالف بما في ذلك الولاياتالمتحدة. وتحدثت الصحيفة عن أن الولاياتالمتحدة تنتهي حالياً من اتفاق لإرسال مزيد من الأسلحة للسعودية بما في ذلك صواريخ خاصة بمقاتلات "إف-15". مشيرة إلى أن الحوثيين متهمون كذلك باستخدام القوة الوحشية في مدن مثل عدن وتعز.. وقالت "نيويورك تايمز": إن دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دوراً مركزياً في الموجة الأخيرة من الهجمات الجوية، انتقاماً على ما يبدو لهجوم الحوثيين 4 أغسطس والذي أسفر عن مقتل 45 جندياً إماراتياً على الأقل في مارب. ومنذ ذلك الحين، أصبحت صنعاء تحت أعنف قصف منذ بدء الحرب. وبعد يوم من مقتل الجنود الإماراتيين في مارب، قتل 21 مدنياً على الأقل في غارات جوية في أنحاء العاصمة، وفقاً لأقارب الضحايا. حيث أن غارة واحدة في منطقة واحدة قتلت 9 أشخاص. وروت الصحيفة عن أحد الناجين من القصف على منزله - آدم مجاهد عبد الله - البالغ من العمر 20 عاماً والذي قتل فيها 7 من أفراد عائلته: "إنهم يقتلون الأبرياء ويدَّعون أنهم يقتلون الحوثيون. إنهم يستهدفون السكان".