لطالما أغاضني زميلي أمين الوائلي بعبارته الدائمة التي يذيل بها أعمدته (شكرا لأنكم تبتسمون) , وكلما قرأتها أسأله عن بعد : ما الذي يجعلنا نبتسم!, بالأمس فقط ربما وجدت تفسيرا للأمر والعبارة فأحيانا ربما عليك أن تبتسم غصبا عنك سخرية مما تراه حولك أو حتى من نفسك , وشر الابتسامات ابتلاء ما يضحك !!! وقد ابتسمت بالأمس وأنا في الشارع أتأمل لما يدور حولي من عبث يمارسه أيضا المواطن لإحساسه بأنه دولة مستقلة ذات سيادة تمنحه تفويضا بالعبث بكل المقدرات وبالذات في الشارع حيث يتبرطع المتبرطعون!, ولا أدري ما الذي جعلني لحظتها أتذكر - ربما سخرية من النفس أو من كل شيء - ذاك الذي لف المدينة كلها بحماره يبحث عن مكان مطمئن وآمن ليحشش !!! نعم ليحشش , فلم يجد إلا منارة ربط حماره أسفلها وتسلل إلى الأعلى , وإذ بدأ الكيف يتسلل إلى كيانه تخيل أن المنارة تتمايل فقام ليرى وحين أرسل نظره إلى الأسفل شاهد أحدهم مارا بجانب حماره وأكيد هو السبب الذي جعل الحمار يتحرك فتمايلت المنارة, فما كان منه إلا أن صاح في الهواء (لا تتشتشلوش ... لا تتشتشلوش) وظل هكذا يرددها كلما تخيل أنها تتمايل! ابتسمت شر ابتسامة, بينما كان (الونان) يصم الأذان ونحن جميعا نعتجن بسياراتنا وأقدامنا وحميرنا !!! نهاية السبعين بداية شارع اكتوبر؟, كل منا استعد ليجنب احتراما للإسعاف المفترض أو سيارة الشرطة أو موكب بن عمر أو موكب للشيخ أو القائد!!, لألمح سريعا سيارة طربال حبه لونها أسود وعلى مؤخرتها لاسلكي ومعكس زجاجها ففهمت!! أن صاحبنا اجترح حله الشخصي للازدحام وعلى عين جندي المرور والذي خلفونا!, كان على يميني فلم أستطع التقاط رقمه وحتى لو التقطته ما قدر أبي على أن أبلغ به فحتما سيعرف ولا يبعد أن يحولني إلى (بغل) , فهؤلاء ولتغييب القانون يتعاملون معنا على أساس أننا حمير - مع الاحترام لهذا الحيوان المكافح الصبور - , لحظتها قلت في سري رحمك الله يا يحيى العلفي – لا أقصد زميلنا - , المهم مر صاحبنا فرحمت رجل المرور !!. الثانية في شارع بيت بوس الرئيسي نمشي وابني بأمان الله وسط الزحمة لنسمع طلقات من مسدس من آلي – لا يهم – كله واحد , فعلقت على هشام: امشي فقد تعودنا , ليمر من جانبنا – والله هذا ما حدث – تاكسي لم يجد سائقه ما يفعل أو ربما ليفتح الطريق إلا أن يخرج مسدسه وهات يا إطلاق إلى الهواء وما فيش حد أحسن من أحد!, لحظتها ما عاد دريت ما أعلق به هل أكررها مع أمين؟ .. شكرا لأنكم تبتسمون أو قد حنا مبتسمين خلقه !! .... أو أقولها كصاحب المنارة والحمار (لا تتشتشلوش ......) !!! ولمن يريد أن يفهم فالمعنى في بطن الشاعر * عن "الثورة"