المقلق في المشهد اليمني أن الشغل الشاغل للنخبة الجديدة المختلطة ، أو بمعنى أصح التوليفة العجيبة لسلطة مابعد المبادرة الخليجية ليس لها مشروع وطني كما تزعم وتدعي ، لأن المشروع البادي للعيان وغير الخافي في النوايا هو مشروع تمكين الذات بكل أشكالها وأبنيتها : العائلية ،القبلية ،والمذهبية، الحزبية على الرغم من خطابها المتعالي حول استعادة الدولة وبنائها ورغم تبشيرها بالقادم والأتي الذي لن يكون سوى نتاج طبيعي لهذه الأنانية المفرطة المعبرة في مراميها وأهدافها عن تربص كل طرف بالطرف الأخر .بغية التمكن والاجهاز على الخصم ،أو إعاقته .وهذا المشهد يتأكد ببحث اللاعبين السياسيين عن مخارج لهم بعيداً عن مخرجات الحوار الوطني وهذا الحال مع الأسف يزيد من انكشاف انتهازية السياسي وعدم إخلاصه لمشروعه الذي ينادي به . ويكشف أنه لم يتخلص من تكتيكاته القديمة التي لاترى في السياسة إلا مكراً واحتيال ، فالثابت أنهم هربوا إلى التسوية كمدخل استدراكي فيما همهم الأساسي العودة من بوابة المبادرة الخليجية التي لم تمثل لهم سوى انقاذا من سقوط محقق ، لذلك فالحوار بالنسبة لهؤلاء مجرد مخرج احتياطي للنجاة , خاصة بعد ان اصبح من المتعذر عليهم استخدام القوة ، أو أنهم إذا استخداموها ستلحق بهم وبمصالحهم غير المشروعة ضرراً كبيراً ، ويبدو تمسك حكومة الفشل بمواقعها رغم كل الكوارث المالية والأمنية والإدارية والفساد ... التي احدثتها وتحدثها كافية للتأكيد على عدم الخجل والشعور بالمسؤولية تجاه مايجري .وأن الهم الأساسي لدى هذه النخبة الخليط وهاجسها الأساسي هو تمكين الذات المسيطرة والموجهة سواء كانت ذاتً فردية أو مؤسسية حزبية وعشائرية وقبلية وطائفية .. فالرهان البادي هو على هذه المكونات لا على اليمن واليمنيين . * صفحة, Abdulkareem Hayel Sallam (عبدالكريم هائل سلام), فيسبوك