(خط المنتصف) حتى التخلي عن هذا البلد أمر صعب، نمسي ونصبح على فواجع وأخبار تسم البدن وتعطب الأعصاب، رئيس متخفف من كل شيء، لا يرغب بمنازلة الأقوياء ومراكز النفوذ، يتعامل مع التركة الثقيلة ل2011 ببرود وبطء شديد، نرتجي إنصاف رئيس يسلم جنوداً لقبيلة اشتبكوا معها، استنفد مخازن البنادق ليحكم بها قبائل في عمران وحضرموت، ويعيد للواجهة منطق (بندق( ب)بندق)، رئيس حنبه، وانتزاع صارخ لشعارات يمن جديد يذبح في حضرته، جنود مكشوفون لنزق القبيلة ونزوات الحراك ونزعة القاعدة الشيطانية. نادينا بالمسؤولية الأمنية وإذكاء قبضة الدولة لتأمين الجنود بدلاً من إطلاق التحذيرات، وإعلان مكافآت مالية للعثور على جناة يشقون طريقهم إلى الآخرة، كم هو الألم والحزن العميق الذي يخالطنا لمقتل جنود نائمين كانوا قد أنهوا لتوهم صلاة الفجر ليسقطوا ومعهم يسقط رفاق لهم يحرسون حرمات الله ويحاولون توزيع شيء من الأمن والسكينة على طرقات يتربصها الخوف، كان بإمكاننا إيجاد طريقة ما تعيد الاعتبار لجندي يختزل شكل اليمن الجديد، ويحكي عن الهيبة القادمة من الدعوات الثورية، كيف سننصف الجندي ونعيد اعتباره دون الحاجة للحديث عن ضغائن معتوه تشبع بفيروسات فتاكة ومضى يقتل جنودنا لتحتضنه حور العين في الجنة، يمارس هلعه الجشع دون أن يتيح لنفسه فرصة ليدير تفكيره باحتمالية أن يخطئ الطريق فيقضي آخرته هناك برفقة أبي جهل وأبي لهب، أين كان ينمو كل هذا الجحيم حتى استعصى الأمر أمام قيم ومبادئ العقل والمنطق، لقد احتاج الأمر وقتاً طويلاً لتصير عقولهم فارغة من النعيم الأخروي إلا من سيدات الجنة وأحضان الحور العين، أظنه هدر جنسي أبطل خلايا التفكير ووظائفه البشرية وأبقى صاحبها دمية في هيئة آدمية يتم تشغيلها بالريمونت كنترول وفق برمجة تصيغها القاعدة وتحركها كيف تشاء وقتما تشاء، في مقابل تلك الترسانة العقدية المرعبة يبقى جنودنا مكشوفين للقاعدة كصيد ثمين ينقلهم إلى الآخرة بأقصر الطرق. نشعر بخذلان مرير يضع الجندي رهينة ورطة إخفاق يديره هرم الدولة، يخشى نفوذ قبيلة سلبت قيمها، وهي الآن تتمادى في تطاولها بتواطؤ رئاسي، وبحذر شديد يدير الجندي ظهره وهو يهم أن يداهمه حزام وعبوة ناسفه لا تقبل المساومة . الجندي ينتمي للجيش لكنه يعيش أياماً مغدورة كهذه. [email protected] * المنتصف