فضاء لا يشغله الطيرُ ولا يتنفس فيه التيه فضاء طفلٍ لا يكبر عن سن براءته أو يسَّاقط في دفتره مطر السياب غبار ذهبي يتصاعد من كساراتِ آنيةٍ من طين الفقراءْ ..................................... بهذه الأسطر "الحلولية" دلف الشاعر محي الدين جرمة إلى فضاء ديوانه الجديد الصادر مؤخراً عن وزارة الثقافة، والسياحة: "صنعاء.. أول ماء يغتسل بماء"، والذي فضَّل فيه الشاعر أن يكون دليلاً تجوالياً عبر دلالات الأمكنة، والوجوه، والشخوص، حيث صنعاء، وحدها، تحتل معظم المكان الشاعري، يتحويلها إلى علامة انزياحية، تستقصي جماليات التشظي النفسي، كمنبع رمزي يفوح منه ضوع الطقس القصيدي المفعم بحزن المدن، والفقراء: حزن الشاعر الملك الفقير يمر في صنعاء يقرأ ما يخط البرق ليلاً من قصائده خفيفاً أنتمي لدمي لصنعاء النوافذ، والقباب ................................ دم الرايات أسميها حلمي وأسمى الليل دمي صنعاء أول ماءٍ يغتسل بماء ........................... صدر للشاعر: غيمة جرحت ماءها عام 1999م