قبل انتشار النقود في العالم بزمن طويل كانت الفضة اليمنية تتبوأ مكانة سامية كرمز للثراء والقوة في العصور القديمة. وحاليا يجد صاغة الفضة القليلون صعوبة في الحصول على الرزق في اليمن الذي يعاني من نقص السياح الأجانب. وقال محمد سيجال الذي يتحدر من أقدم عائلات صياغ الفضة في اليمن الفضة من أشهر كنوز اليمن. منذ قرون كنا المصدر الرئيسي لتحف من الفضة والحلي في الشرق الأوسط واسيا. ولكن حاليا صاغة الفضة فن يحتضر. وبينما كانت أوروبا تعيش في العصر الحديدي قبل نحو 2000 سنة كان اليمن يحتل موقعا ممتازا على طريق الحرير القديم ويصدر الفضة والبخور والأحجار الكريمة الى مختلف أرجاء العالم في ذلك الوقت. وفي اليمن الحديث تعمل 20 عائلة فقط بالمشغولات الفضية في الحي القديم بصنعاء حيث توجد بضعة متاجر تبيع خناجر وقلائد ضخمة وصناديق ثياب مطعمة بالفضة. وأغلب اليمنيين فقراء لا يستطيعون شراء كماليات مثل الحلي ولذلك يشكل السياح السوق الرئيسية للمشغولات الفضية. وتتغنى نصوص اشورية من القرن السابع قبل الميلاد بروعة الفضة اليمنية وتتحدث كتابات رومانية عن توافرها باليمن. ويتميز كل إقليم في اليمن بطابعه الخاص في المشغولات الفضية التي تتراوح بين صناديق صغيرة وقلائد مطعمة بالجواهر في حضرموت الى تصاميم بزخارف دقيقة في العاصمة صنعاء. وكانت الفضة مصدرا للقوة في اليمن وخاصة النساء اللاتي اعتقدن أنها كنز وقت الكوارث. وفي بلد مثل اليمن ترتدي فيه النساء ملابس متواضعة تعتبر الحلي الفضية وسيلة لاجتذاب اهتمام الرجال. وكان الرجال يمنحون زوجاتهم مهورا من الفضة وان قيمة المرأة تتوقف على كمية الفضة التي تمتلكها. المصدر-رويترز