وسط مطالب بالقضاء على ظاهرة الغش في الامتحانات الاساسية والثانوية التي تشهدها اليمن هذه الايام ،فرقت دورية للشرطة عشرات المواطنين اقتحموا مركزاً امتحانياً لطلاب الشهادة الثانوية العامة بمحافظة صنعاء في حين سادت حالة من الفوضى والفزع والإرباك داخل قاعات اللجان الامتحانية . واشتكى رئيس المركز الامتحاني بمدرسة الصديق ( منطقة عصر ) تكرار محاولات اقتحام مركزه الامتحاني في مستهل امتحان الفترة الأولى لمادة اللغة الإنجليزية اليوم الخميس وخلال اليومين الماضيين، مؤكداً أن المدرسة غير محصنة وغير صالحة لأن تكون مركز امتحاني. وعزا خالد شرهان أسباب تكرار محاولات اقتحام المركز الامتحاني إلى انهيار جزء من سور المدرسة ( مقر المركز ) من جهة الغرب وكذا تهاون إدارة أمن المديرية، فيما يرى عاملون في اللجان الامتحانية ان لمن قالوا إنهم أبناء مسئولين يؤدون الامتحانات داخل المركز الامتحاني علاقة بتكرار الاعتداءات على المركز وكذا انهيار جزء من سور مبناه. غير ان حارس المدرسة استبعد ذلك مبررا انهيار جزء من السور بسبب الأمطار ومنوها الى ان اجراء الامتحانات حال دون إعادة أعماره . مطالب بالقضاء على الغش دخول أولياء الأمور عشوائياً إلى ساحة المركز الامتحاني وطوافهم لدقائق معدودة حول نوافذ قاعات اللجان الامتحانية كان كافياً لإغراق تلك القاعات بالقصاصات الورقية المتخمة بمضمون ومحتوى المنهج الدراسي المقرر برمته، وهو الأمر الذي أربك حتى الطلاب أنفسهم إذ يقول الطالب ( أ. ع) إن الوقت المقرر للإجابة على الأسئلة ضاع بسبب الإزعاج والفوضى وملاحقة الغشاشين، وطالب باجراءات رادعة للقضاء على الغش حتى لايعاقب المجتهدين باخطاء غيرهم ، مشيراً إلى أن من يتجمهرون حول المراكز الامتحانية يسببون لهم الإرباك وأحياناً يؤدي ذلك إلى تحرير اللجنة محضر غش جماعي وبالتالي رسوبهم. طلاب غير شرعيين واشتكى مدير المركز الامتحاني إضافة أسماء طلاب قال إنهم غير شرعيين لأداء الامتحانات لديه أوضح أن أسمائهم نزلت في اللحظات الأخيرة مثل المطر ( بعضهم من الكنترول والبعض الآخر من موظفي التربية). مشيداً بإجراءات رادعة اتخذها مكتب التربية بالمحافظة ضد من وصفهم ب"نافذين" يخلون بالعملية الامتحانية. وأكد ضبطهم حالة غش واحدة انتحال شخصية في اختبار اللغة الأنجليزية اليوم الخميس واتخاذ الإجراء الإداري المتبع. وضمن اللجان العاملة بالإشراف والمراقبة على سير الامتحانات وصف موظف تربوي – طلب التحفظ على اسمه - اندفاع أولياء الأمور والأهالي لتغشيش أبنائهم بالمصيبة الكبرى،وقال في حديث ل"المؤتمر نت" إن سعى الأباء لإفساد أبنائهم بهذه الطريقة يؤدي لإفساد المركز واللجان الامتحانية والعملية التربوية برمتها. وعزا إقدام الآباء على ذلك إلى افتقادهم للثقة بنجاح أبنائهم من تلقاء أنفسهم وإهمالهم طوال العام الدراسي ، وحمل الأهالي وإدارات التربية المسئولية تجاه تنامي ظاهرة الغش وإرباك الامتحانات.داعياً قبل هذا وذاك للقضاء على ما وصفه ب" الفساد التربوي" داخل الجهتين، مهمة وطنية وواجب وظيفى ورغم ضألة المبلغ المالي الذي يتقاضاه الملاحظون في الامتحانات والذي لا يتعدى مبلغ 200 ريال عن اليوم الواحد يرى موظفون بقطاع التربية أن ذلك ليس مبرراً لوقوعهم ضحايا الإغراءات المادية سواء من قبل الطلاب في القاعة أو أولياء الأمور. (فهم موظفون لدى التربية يؤدون في الأول والأخير واجبهم). وفي هذا الصدد يشير /محمد لقمان -نائب مدير الامتحانات بمكتب التربية بمحافظة صنعاء -إلى تقاضى المعلم لمرتباته لمدة ثلاثة أشهر أثناء الإجازة وكذا منحه مصاريف -لم يحدد مقدارها- أثناء الامتحانات. وأعتبر عضو اللجنة الفرعية للامتحانات المدرس المراقب على الامتحانات يؤدي واجباً وطنياً محذراً من الانصياع لإغراءات الأهالي. وحذرت قيادات تربوية من استفحال ظاهرة الغش في الامتحانات واصفة اياها بظاهرة الفساد المسكوت عنه والذي يهدد الحاضر والمستقبل .
