اعتصم عشرات الصحفيين اليمنيين صباح اليوم الأربعاء أمام مقر مكتب قناة الجزيرة بالعاصمة اليمنية صنعاء احتجاجاًُ على مقتل زميلهم طارق أيوب أمس في قصف أمريكي لبغداد وعبر المعتصمون عن استنكارهم الشديد لما تعرض له زملاؤهم الصحفيون وهم يغطون وقائع الحرب الأمريكية على العراق مؤكدين أن قتل الصحفيين دليل على محاولة الولاياتالمتحدةالأمريكية لطمس الحقيقة. وقال مراسل هيئة الإذاعة البريطانية محمد صدام "للمؤتمر نت" أن هذا الاعتصام يمثل احتجاجا على الهمجية الأمريكية ضد وسائل الإعلام العربية وأنه يأتي في إطار الدعم من قبل الإعلاميين اليمنيين لزملائهم في المهنة. وأورد أن "هذه الجريمة هي إحدى الجرائم التي ترتكبها أمريكا وبريطانيا في محاولة لإسكات الحقيقة ولكن اعتقد أن الأقلام الشريفة حتى في العالم الغربي وأوروبا لن يتوقفوا عن قول الحقيقة لفضح المآرب والأهداف الحقيقية وراء هذا العدوان الذي تشنه الولاياتالمتحدة". وأضاف: أن الوقوف إلى جانب زملاء المهنة يحتاج إلى اكثر من الاعتصام مضيفاً أن مثل هذه الاعتصامات أيضا هي مؤشر للاعتراض أو للاحتجاج في الكثير من الدول معبراً عن اعتقاده أن مثل هذه الاعتصامات السلمية ينظر لها في الغرب وفي أمريكا بأهمية بالغة جداً ويجب ألا نقلل من شأن مثل هذه الفعاليات. وقال الزميل حافظ البكاري مدير مكتب صحيفة عكاظ السعودية "أن ذلك أقل ما يمكن عمله لفضح الادعاءات الأمريكية برعاية حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير والصحافة ووسائل الإعلام، لقد أنكشف لنا بشكل جلي وواضح أن ما تدعيه الولاياتالمتحدة وتقول أنها تراه مجرد أكاذيب افتضحت بشكل جلي من خلال العدوان الصاروخي على وسائل الصحفيين العرب كونها شعرت بأن وسائل إعلامها فشلت في أول معركة بين وسائل الإعلام العربية ووسائل الإعلام الأمريكية". وأضاف البكاري أن الإعلام العربي يستطيع أن يقدم خدمة إعلامية متميزة إلى حد ما بقدر الإمكانيات والسقف السياسي المتاح لهذه الوسائل متابعا أن الإعلام الغربي فشل بعكس ما كان في السابق بالوصول إلى الجمهور المتلقي العربي. منوهاً إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أرادت ان تقلب طريقة التعامل مع الحدث في العراق وأن فشل إعلامها هو أحد أهم الأسباب التي أدت بها إلى قصف الصحفيين حيث أنها أرادت أن تحدث ربكة في وسط الصحفيين من أجل أن تغطي رسالة أنها وصلت إلى بغداد وأصبحت مسيطرة سيطرة تامة على العاصمة وثانياً أن وسائل الإعلام يجب أن تعمل في صنعها كما يعمل محررها العسكريون بجانب قواتها المعتدية. أما مراسل صحيفة القدس العربي خالد الحمادي قال من جهته "أن الاعتصام لا يكفي للتعبير عن التضامن مع زملاء المهنة مضيفاً أن حادثة استشهاد زميلنا طارق أيوب شكلت تحولاً خطيراً في نضال زملاء الحرف وزملاء المهنة للوصول للحقيقة وفي سبيل إيصال الحقيقة إلى المشاهد في وطننا العربي الكبير خاصة في هذا الظرف الحالك ولاعطاء توازن في الإعلام العالمي بعد أن ظل محتكراً من قبل الإدارة الإعلامية الأمريكية" مورداً أنه لا شك في أن قناة الجزيرة لعبت دوراً كبيراً في هذه الحرب بإعطاء هذا التوازن وخلق توازن اعلامي ليس على مستوى الوطن العربي فحسب ولكن على المستوى العالمي بالنظر إليها بعيون إعلامية عربية وليس بعيون إعلامية غربية فقط. وأكد الأخ خالد الحمادي أن اعتصام الصحفيين الإعلاميين اليمنيين مع قناة الجزيرة وخارج نطاق الإعلام اليمني يمثل وحدة شعورية مع ما حدث في بغداد لزميل المهنة طارق أيوب ويشكل تننديداً بما جرى من قبل آلة الحرب الأمريكية ضد رسل الحرف العربي وبالتالي يتشكل دعماً سيكون له دوراً هاماً حتى لا يتكرر ما حدث في المرات القادمة.