توقع سيناتور أمريكي ودبلوماسيون عرب أن تستخدم الولاياتالمتحدة “الفيتو" لإحباط تحرّك السلطة الفلسطينية للحصول على قرار من مجلس الأمن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، واستبقت الخارجية الأمريكية، فعلاً، هذا التوجه بالإعلان أن التفاوض وحده “أفضل وسيلة" لإقامة الدولة، وأعلنت الجامعة العربية أن قرار إحالة الملف الى مجلس الأمن ينتظر عقد اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب، فيما هددت “إسرائيل" بسلسلة إجراءات من شأنها نسف ما تبقى من اتفاقات “أوسلو"، ونعى رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، في الوقت نفسه، الوساطة التركية في المفاوضات غير المباشرة مع دمشق، فيما انضم حاخام جيش الاحتلال إلى الحاخامات مصدري “فتاوى" قتل العرب بلا رحمة . واعتبرت الإدارة الأمريكية أمس ان التفاوض بين “إسرائيل" والفلسطينيين هو “أفضل وسيلة" للحصول على دولة فلسطينية، في رد على إعلان السلطة عزمها على الطلب من مجلس الأمن الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة . وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ايان كيلي في تصريح صحافي “ندعم قيام دولة فلسطينية تكون نتاج مفاوضات بين الطرفين" . وأضاف “أن افضل وسيلة" للحصول على هذه الدولة الفلسطينية “هو في التفاوض بين الطرفين" . وأوضح أن السلطة لم تجر أي اتصال مع الولاياتالمتحدة بهذا الشأن كما “لم تطلب موافقتها" على هذه المبادرة . وفي نيويورك أعلن دبلوماسي عربي في الأممالمتحدة أن تقديم طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية الى مجلس الأمن سيتم “في الوقت المناسب"، ويبقى مرتبطا في الوقت الحاضر باجتماع لوزراء الخارجية العرب . وقال المندوب الدائم للجامعة العربية يحيى المحمصاني ل"فرانس برس" إن قرار إحالة هذا الملف الى مجلس الأمن اتخذ خلال اجتماع عقد الخميس الماضي في القاهرة للجنة متابعة مبادرة السلام العربية . وأضاف “والآن علينا أن ننتظر عقد اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب" والذي لم يحدد موعده بعد . وأوضح أن الفكرة هي بأن يدعو الوزراء العرب مجلس الأمن “في الوقت المناسب" لكي “يعلن أن حدود الدولة الفلسطينية هي حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها" . وتابع أن الإعلان المفترض أن يصدر عن المجلس يجب أن يتضمن أيضاً “قبول الدولة الفلسطينية عضوا كامل العضوية في الأممالمتحدة" وان يعتبر أن “كل الأعمال التي تقوم بها “إسرائيل" والهادفة الى تغيير الوضع الديموغرافي والجغرافي للفلسطينيين على الأرض، باطلة وغير مقبولة وكأنها لم تكن" . وأعلن سفير النمسا توماس ماير هارتينغ الذي يترأس مجلس الأمن الشهر الحالي في تصريح صحافي أن المجلس لم يتلق بعد أي اتصال رسمي من مسؤولين فلسطينيين بهذا الشأن . وقال “لم يحصل حتى اليوم أي اتصال مباشر مع السلطات الفلسطينية ولا مع أي طرف آخر بهدف تقديم طلب من هذا النوع" . واعتبر دبلوماسيون طلبوا عدم الكشف عن اسمهم أن هذه الخطوة الفلسطينية لن تكون لها أي فرصة بالنجاح لأنها ستصطدم بفيتو أمريكي شبه أكيد . وتوقع السيناتور الأمريكي النافذ جو ليبرمان، الذي يقوم بزيارة إلى الكيان، أمس، أن تستخدم واشنطن “الفيتو" لإحباط تحرّك السلطة الفلسطينية للحصول على قرار من المجلس بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، ووصف تحرك السلطة بأنه مضيعة للوقت . وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي التقى في رام الله، أمس، ممثل الاتحاد الأوروبي و27 قنصلا وممثلا لدول الاتحاد قد تلقى رداً إيجابياً على طلب السلطة دعم توجهها الى مجلس الأمن لاستصدار قرار للاعتراف بالدولة الفلسطينية . وهددت “إسرائيل" بأن خطوة “أحادية" كهذه ستنسف الاتفاقات . ورغم أن بعض قادتها وصف الإعلان التحرك الفلسطيني ك"زوبعة في فنجان"، إلا أنهم هددوا بضم المستوطنات رسمياً، وقطع المستحقات المالية المترتبة على “إسرائيل" للسلطة، وإعادة عدد من الحواجز التي أزالها الاحتلال في الآونة الأخيرة . وعلى مسار آخر للتسوية نعى رئيس الوزراء “الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو الوساطة التركية مع دمشق، واعتبر أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان “وسيط غير نزيه" . وقال “إذا أرادت فرنسا أن تتوسط فنحن موافقون" . ويبرز بين الحين والآخر حاخامات يواكبون العنجهية السياسية لقادة الكيان بفتاوى تريق دم العرب والفلسطينيين، وربما غيرهم ما داموا يعتبرون من هم ليسوا يهوداً “أغياراً" . وذكرت صحيفة “هآرتس"، أمس، أن حاخام جيش الاحتلال افيشاي رونسكي دعا الجنود الى عدم الرأفة بأعدائهم، في إشارة إلى الفلسطينيين والعرب، مشيدا بتصرفات الجنود خلال محرقة غزة نهاية السنة الماضية .