أخفقت الولاياتالمتحدةالأمريكية الجمعة في الدفاع عن سجلها الحقوقي في مواجهة سيل من الانتقادات الدولية التي تطالب بسرعة اغلاق معتقل جوانتانامو والتحقيق في قيام القوات الامريكية بالتعذيب في افغانستانوالعراق ، فضلا عن مطالب بانهاء التمييز ضد الاقليات والمهاجرين والغاء عقوبة الاعدام. وللمرة الأولى في تاريخها ، عرضت الولاياتالمتحدة اليوم في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سجلها في مجال قضايا حقوق الإنسان بعد تجاهل دام لسنوات. وقال مايكل بوزنر مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشئون الديمقراطية وحقوق الانسان والعمل "في حين أننا فخورون بانجازاتنا فاننا غير راضين عن الوضع الراهن ، سنواصل العمل لضمان أن تكون قوانينا عادلة وتطبق بعدل". وتابع "لا تزال حريات التعبير والتجمع والفكر والديانة تحترم بشدة ، نوفر حماية قانونية كبيرة من التمييز الجائر وفي النصف قرن الاخير أحرزنا تقدما كبيرا في ضمان أن يحمي القانون تكافؤ الفرص لجميع الامريكيين في مجالات مثل التعليم والتوظيف والصحة". ومن جانبه ، قال هارولد كوه المستشار القانوني لوزارة الخارجية الامريكية ان ادارة الرئيس باراك أوباما بدأت تطوي صفحة ممارسات عهد الرئيس السابق جورج بوش وتضمن تماما معاملة المعتقلين معاملة انسانية. وأضاف "يجب الا يكون هناك اي شك الولاياتالمتحدة لا تعذب ولن تعذب" ، متابعا" الرئيس أوباما أمر بشكل واضح لا لبس فيه ولا يزال ملتزما باغلاق جوانتانامو كمنشأة. وفي حين أن الالتزام لم يتزعزع فان المهمة معقدة للغاية". وأضاف أن اغلاق المعتقل الحربي الامريكي في جنوب شرق كوبا الذي يوجد به الان 174 معتقلا يتطلب مساعدة من حلفاء الولاياتالمتحدة والمحاكم الامريكية والكونجرس. الا ان هذا الدفاع لم يقنع المشاركين ، حيث تسابق الجميع في التحدث عن الانتهاكات الامريكية التي تطال بلاده منذ سنوات . حصار كوبا وتحدث السفير الكوبي رودولفو رييس رودريجيس اولا داعيا الى وضع حد للحصار المفروض على بلاده والذي قالت انه يمثل ابادة جماعية وانتهاكا لحقوق المواطنين. وطالبت كوبا بالافراج عن خمسة سجناء سياسيين كوبيين محتجزين لديها في مقابل محاكمة من تصفهم كوبا "بالكوبيين الهاربين الى الولاياتالمتحدة ويعيشون بحرية تامة رغم الجرائم التي ارتكبوها ضد الكوبيين". وشدد السفير الكوبي على أهمية محاكمة المتورطين في جرائم التعذيب في معتقلي جوانتانامو وابو غريب وغيرهما من السجون السرية التي ترعاها قيادة العمليات الأمريكية الخاصة في اطار الحرب على الارهاب. وطالب ايضا بوضع حد لما وصفته بجرائم الحرب التي تقوم بها القوات الأمريكية خارج حدود بلادها ووضع حد لانتهاكات حقوق السجناء السياسيين والكف عن ملاحقتهم. وقال مندوب فنزويلا جيرمان موندارين ارنانديز ان على واشنطن " اغلاق جوانتانامو ومراكز الاعتقال السرية في أنحاء العالم ومعاقبة من يقومون بتعذيب واعدام المعتقلين بشكل تعسفي وتقديم تعويضات للضحايا". حظر التعذيب ومن جانبها ، طالبت ايران بحظر التعذيب ودعوة المقررين الخاصين لحقوق الانسان لزيارة معتقل جوانتانامو ، فضلا عن وضع حد للانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي ايه" وتكييف القوانين المركزية الأمريكية مع معايير حقوق الانسان العالمية الى جانب منع التدخل في شبكات الانترنت والتنصت. وشددت ايران على ضرورة قيام السلطات الأمريكية بمحاكمة المتورطين في التمييز الديني والعنصري وتدنيس القرآن الكريم وحماية المسلمين المقيمين في الولاياتالمتحدة من الانتهاكات التي يتعرضون لها. وحثت ايرانواشنطن على "مكافحة جرائم العنف ضد المرأة والاتجار بالاطفال داخل المجتمع الأمريكي". كراهية الإسلام كما طالبت مصر الولاياتالمتحدة بسن قوانين تتصدى للممارسات والتشريعات التي تقمع الأمريكيين المتحدرين من اصول افريقية وعربية ومسلمة وكذلك المهاجرين الأجانب ، لاسيما أمام الدوائر القضائية بما في ذلك الانتهاكات المتعلقة بالأصول الدينية والعرقية. واضاف مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة في جنيف السفير هشام بدر في تقييم بلاده للاستعراض الدوري الشامل لحقوق الانسان في الولاياتالمتحدة ان القاهرة تطالب بوضع برامج متخصصة بمكافحة تنامي ظاهرة الكراهية للاسلام والعنصرية في المجتمع الأمريكي. وشدد على أهمية تشكيل مجلس قومي لحقوق الانسان يتفق مع مبادئ اعلان باريس ومراجعة القوانين الأمريكية لتتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الانسان والالتزامات المرتبطة بتلك القوانين وتعديل اتفاقية حماية حقوق جميع المهاجرين والعمال واسرهم وان تخضع للمراقبة الدولية في هذا الصدد. وطالبت مصر باغلاق معتقل جوانتانامو دون تأخير ومعاملة من تبقوا فيه وفق المعايير الدولية المتعارف عليها في هذا الصدد. ووفق نظام مجلس حقوق الإنسان، الذي افتتح دورته التاسعة مطلع الشهر الجاري، تخضع جميع دول العالم لمراجعة حول سجلها في حقوق الإنسان كل أربع سنوات. ويضم جدول المراجعة الحالي 15 دولة إلى الولاياتالمتحدة، أبرزها لبنان وليبيا وموريتانيا وبانما وهوندوراس. وقدمت 103 منظمات وائتلافات غير حكومية تشارك في الاجتماعات تقريرا تطالب الولاياتالمتحدة ببذل دور في قضايا المساواة وعدم التمييز والقصور في التوقيع والمصادقة على المعاهدات الدولية، والخروق الحقوقية في المجال الدستوري والتشريعي. وطالب التقرير الذي ورد في 26 صفحة بضرورة مساءلة الولاياتالمتحدة عن الانتهاكات التي ترتكبها في أفغانستانوالعراق بوصفها قوة محتلة ، كما دعا إلى إعادة تقويم قوانين الأمن القومي ومكافحة الإرهاب التي تطبق على منظمات المجتمع المدني. وما يزيد موقف الولاياتالمتحدة سوءاً العدد غير المسبوق من ممثلي منظمات المجتمع المدني الأمريكي الذين حضروا الى جنيف (اكثر من 450 منظمة) وقدموا عشرات التقارير التي تنتقد القصور الفاضح في سجل حقوق الإنسان في الولاياتالمتحدة، بما في ذلك التمييز في حبس المشتبه فيهم من دون توجيه اتهامات محددة، إلى جانب السياسات الوحشية للهجرة. تحقيقات ويكيليكس ومن المتوقع أن يلقى جوليان اسانج مؤسس موقع "ويكيليكس" الالكتروني كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان ، الا انه استبق هذه الكلمة بدعوة واشنطن للتحقيق في انتهاكات جنودها وقال "أدعو الولاياتالمتحدة إلى التحقيق بشكل واف في الانتهاكات التي ارتكبتها قواتها في العراقوأفغانستان، وإلى وقف "تحقيقها المتعمق" في شؤون منظمته. ونشر الموقع ما يقرب من 500 ألف ملف سري أمريكي يتعلق بالحرب في العراقوأفغانستان، مما أثار غضب البنتاجون. وتفيد بعض الوثائق الأمريكية السرية بتعرض سجناء عراقيين للتعذيب على أيدي القوات العراقية، وعدم تحقيق الجيش الأمريكي في هذه الوقائع. وقال أسانج "حان وقت المكاشفة، لا وقت التستر بالنسبة الولاياتالمتحدة معرضة بشدة لخطر أن تضل طريقها".