وقفت السلطات السودانية زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي في منزله في وقت متأخر السبت بعد شهر على أول انتخابات تعددية في البلاد منذ 24 عاما، حسبما أعلن سكرتيره الخاص عوض بابكر. وقال بابكر لوكالة فرانس برس، حوالي الساعة 00,20 (21,20 تغ) حضرت قوة من جهاز الأمن والمخابرات في ثلاث سيارات مدججة بالسلاح وأخذت الدكتور حسن الترابي لجهة غير معلومة. وبعد أن كان الترابي من المقربين من الرئيس عمر حسن البشير أصبح من أشد منتقديه، وقد ندد الشهر الماضي بالانتخابات وأعلن انه لن يشارك في المؤسسات المنبثقة عنها متهما حزب المؤتمر الوطني الحاكم ب(التزوير). وشهد السودان بين 11 و15 نيسان/ ابريل الماضي أول انتخابات تشريعية واقليمية ورئاسية تعددية منذ 1986. وشابت العملية الانتخابية مشاكل لوجستية واتهامات بالتزوير وقاطعتها فئة من المعارضة السودانية. وفاز في هذه الانتخابات الرئيس السوداني عمر البشير بأكثر من 68 في المئة من الأصوات، لكن مرشحين خاسرين انتقدوا نتائج الانتخابات التشريعية والاقليمية وخصوصا في جنوب السودان. وكان الترابي الزعيم الاسلامي اعتقل آخر مرة في كانون الثاني/ يناير 2009 بعد يومين على دعوته البشير لتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية. وكان تعرض لتوقيف عدة مرات من قبل السلطات. وفي اذار/ مارس 2009 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد البشرية في اقليم دارفور الذي يشهد حربا. وقد خلف النزاع في هذا الاقليم منذ سبع سنوات 300 ألف قتيل بحسب أرقام الاممالمتحدة فيما تقول الخرطوم إن الحصيلة 10 آلاف قتيل. ولم يترشح الترابي شخصيا في الانتخابات فيما مثل حزب المؤتمر الشعبي عبدالله دينق نيال ايوم. وقال الترابي عند فرز الأصوات، الاقتراع وحسابه زور، سنرفع الأمر للقضاء، ولكنهم من العسير عليهم معالجته. واضاف: ولذا قررنا أن نعتزل ما سيترتب على هذه الانتخابات من نيابة ومؤسسات، وحتى لو أفلت واحد منا، لن ندخل أصلا (البرلمان، أو مجالس الولايات). وتابع: ننتظر أن تأتينا قياداتنا من الولايات وسنتخذ موقفا أشد من ذلك ونتشاور مع القوى السياسية، وتعرفون بدائل صناديق الاقتراع. وكانت مؤسسة كارتر وبعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي اللتان أشرفتا على الانتخابات السودانية أكدتا أن هذه الانتخابات لا ترقى إلى المعايير الدولية، وذلك قبل أن تجريا تقويما لفرز الأصوات. وشكلت الانتخابات محطة مهمة في اتفاق السلام الشامل الموقع في 2005 والذي انهى الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب، تمهد لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الولاياتالجنوبية العشر في كانون الثاني/ يناير 2011. وكان البشير وصل إلى الحكم في 1989 اثر انقلاب بدعم من الترابي ثم تدهورت العلاقات بينهما.