انتفضت عدن الغالية ، عن بكرة أبيها ..فخرج شبابُها وشيوخها ونساؤها وأطفالها الى ساحات النضال السلمي الواعي ، أكثر زخماً وقوة وعنفوناً ، ليقولوا للعالم اجمع ؛ من هنا ثار بركانعدن قديما (كريتر) .. ومن هنا سيواصل البركان ثورانه حتى اقتلاع اخر شجرة (خبيثة) ، من ارض السلام والمحبة والوداعة والصداقة ..عدن الحبيبة التي لا تعرف إلا لغة واحدة ؛ وهي لغة التصالح والتسامح ، بين الامم ، بمختلف جنسياتهم ودياناتهم ومشاربهم ! .. فمن أين أتى(أولئك) القومُ الذين عاثوا بها وبأهلها و(سكينتها) ووداعتها ، فسادا؟ من اين جاء ((مغول)) العصر الحديث ..هل كانوا يتحينون لحظة الانقضاض سلفاً ؟
لا ..لا يستطيعون قهر الرجال ، في عدن ، ولا يمكن لهم ، ان يفرضوا همجيتهم على واقع متحضر ، سبقهم بمئات السنين!
فالعنف الذي يكرسونه ، في قمع انتفاضة الشباب العدني ، والمصادرة للحقوق وكبح الحريات ، سينقلبُ فعلها (الجهنمي) عليهم ، وسيعرفون –حينها- أن عدن ، ترفض أن تكون ذليلة خانعة منكسرة!
عدن ؛ شارع (الطويلة) شهادة تاريخية (حيّة) من هذا الزمان، بأن أهلها (الكرام) أقوى من رصاص وجنازير دبابات هذا ((الدخيل)) عليها ، الجاثم على صدورنا ، منذ العام 94م ..
ولكن إليه نقول ؛ لقد أوشكتم –يا جحافل التخلف والهمجية- أن ترحلوا عن ارضنا الطيبة ..والذي نتمنى أن يكون رحيلاً سلميا ، وبدون دماء !..لأننا فعلا سنخوضها حربا (سلمية) بالشعار والهتاف والتنديد والشجب في الصحافة الحرة ، ولكن بالطرق المشروعة ، وبدون أن نعاملكم بالمثل ..وهنا سيكتب لثورة الغضب في عدن ، وسائر مدن الجنوب الأخرى، النصر المؤزر ، والقريب- بإذن الله تعالى-
إن تعاملكم الجلف ، وغير المبرر، مع انتفاضة المطالبين باسترداد حقوقهم كاملة ، سيرفعُ-لا محالة- من حماسة شباب الجنوب ، وسيلهبُ فيهم ، الغضب الذي أردتم له ، أن يتواصل حتى قلع (جذوركم) من وطننا الغالي الحبيب!
قبل الوداع ..هذه همسة في آذان ، من يهمهم أمرها ، اقولُ لهم فيها : ماذا أعددتم أيّها القادة (الأشاوس ) لمؤتمركم السنوي ؟
هل أتيتم لتصفقوا في حضرة ((رئيسكم)) كالعادة؟
أم أن لا رأي لكم ، في أوضاع بلادنا وأحوال ناسها ، وخاصة في الجنوب المشتعل منذ عام94م!
ولهذا أرجو –شخصيا بصفتي نائب مدير دائرة في القوات المشلحة اليمنية وبدون شغل ولا مشغلة - من أخي وزير الدفاع –الرجل الطيب المبتسم على الدوام- ان يلتفت الى أحوال إخوانه (العسكريين) في الجنوب، قبل أن تتحول الجنوب كلها، الى شعلة لهب وثورة بركان في وجه الغاصبين!