يجتمع سفراء دول خليجية مع شخصيات يمنية معارضة يوم الاربعاء لحثها على المشاركة في محادثات وساطة فيما جدد المحتجون في أرجاء البلاد مطالبتهم بانهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 32 عاما. ودعا مجلس التعاون الخليجي الحكومة اليمنية وممثلين عن المعارضة لمحادثات في السعودية في موعد لم يتحدد بعد بينما تضغط الولاياتالمتحدة على صالح كي يتفاوض مع معارضيه. ووصل وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الى المملكة العربية السعودية يوم الاربعاء وسيبحث مع الملك عبد الله عاهل السعودية الاضطرابات التي تجتاح المنطقة. وصالح الذي تجاهل خطة لانتقال السلطة تقدمت بها المعارضة يوم السبت قبل دعوة دول الخليج العربية وحث المعارضة على قبولها أيضا. وكذلك فعل اللواء علي محسن القائد العسكري البارز الذي انقلب على صالح الشهر الماضي. ولم تظهر بوادر تحول في موقف صالح رغم الضغط وهو يؤكد على مدى اسابيع انه سيرحل عقب الاشراف على اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية العام الجاري. وقال احمد الصوفي مستشار صالح لقناة العربية ان الرئيس لن يتخلى عن دوره التاريخي قبل انتقال السلطة واصفا الامر بانه قضية مهمة. ويجتمع سفراء قطر وسلطنة عمان والسعودية مع الجانب الحكومي يوم الاربعاء فضلا عن ممثلين من ائتلاف المعارضة الذي لم يلتزم حتى الآن بالمشاركة. وقال محمد الصبري المتحدث باسم ائتلاف اللقاء المشترك يوم الاثنين إن المعارضة ترحب بموقف مجلس التعاون الخليجي الذي يحترم خيارات الشعب اليمني وترحب أيضا بأي جهود تبذل من أجل سرعة رحيل صالح. وقال مصدر في المعارضة يوم الثلاثاء ان قوات الامن في مدينة عدن اعتقلت ستة اشخاص لحثهم الطلبة على الانضمام لحملة عصيان مدني بدأت في الميناء الجنوبي في الايام الأخيرة وتسببت في اغلاق المتاجر والمدارس وبعض المكاتب الحكومية في بعض البلدات. وتصاعد التوتر هذا الاسبوع في المواجهة التي بدأت في فبراير شباط باعتصام محتجين خارج جامعة صنعاء. ووقتها قال صالح السياسي المخضرم الذي يمسك بزمام الحكم منذ عام 1978 انه لن يسعى لاعادة الترشح في الانتخابات التي تجري في عام 2013 ولكن هذا لم يقنع النشطاء المتشككين بالعودة لمنازلهم. ويوم الاثنين اطلقت قوات الامن ومسلحون يرتدون ملابس مدنية النار على محتجين في تعز جنوبي صنعاء وميناء الحديدة على البحر الأحمر وقتلوا 21 شخصا. ويوم الثلاثاء قال سكان ان قوات الامن ومسلحين هاجموا عشرات الالاف من المحتجين في تعز مرة اخرى ورد المحتجون برشقهم بالحجارة. وصرح اطباء لرويترز بان نحو 30 محتجا اصيبوا جراء اطلاق النار والضرب. وقالوا ان 300 شخص اصيبوا اجمالا معظمهم نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع. ووقعت مصادمات بن انصار صالح ومحتجين ووحدات من الجيش تحميهم في صنعاء يوم الثلاثاء مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى. وقالت الحكومة انه جرت مهاجمة وفد وساطة أرسل الى اللواء محسن لكنه قال إن هذه كانت مجرد خدعة لاغتياله. وتنظر الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة الى صالح على انه حليف رئيسي في محاربة القاعدة التي استخدمت معاقلها في اليمن لمهاجمة الولاياتالمتحدة والسعودية. وفي مقابل الحصول على مساعدات عسكرية تقدر بمليارات الدولارات تعهد صالح بمحاربة المتشددين وسمح بضربات جوية امريكية لمعسكراتهم. لكن يوم الاثنين قال مسؤولون امريكيون ان واشنطن صعدت الضغوط على صالح لوضع خطة لنقل السلطة. وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الثلاثاء إن الولاياتالمتحدة تدعو لانتقال السلطة من خلال المفاوضات في اليمن " بأسرع ما يمكن". وقال جيف موريل السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع "من الواضح ان الموقف الآن عصيب. وكلما استمر على هذا النحو ازداد صعوبة." ولمح بعض الدبلوماسيين في السعودية الى ان الرياض تريد ان يحل محسن محل صالح رغم اعلان الاول انه لا يسعى للحكم. وتقول جماعات المجتمع المدني المعارضة ان محسن -وهو اسلامي يبلغ من العمر 70 عاما- يعيبه ارتباطه بصلة قرابة بصالح وعلاقته الطويله به. وقتل أكثر من مئة شخص منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في اليمن منهم 52 محتجا قتلوا برصاص قناصة في صنعاء في 18 من مارس اذار. وأدى ذلك الحادث الذي دفع صالح لفرض حالة الطوارئ الى إعلان قادة عسكريين وسفراء وبعض القبائل دعمهم للمحتجين في ضربة كبيرة للرئيس. وتقول مصادر بالمعارضة ان المحادثات متعثرة لان صالح يناور لضمان عدم محاكمته هو أو أحد من أفراد أسرته في اتهامات بالفساد أثارتها المعارضة. ويشعر كثير من المتظاهرين بالتشكك حيال محادثات مجلس التعاون الخليجي (رويترز)