ثقة الناس لا تزال مفقودة بتحقيق اي تقدم من شأنه حل الازمة اليمنية في ظل انتشار المظاهر المسلحة والمتاريس العسكرية والنقاط الامنية الكثيفة في كل احياء وشوارع العاصمة والمدن اليمنية الاخرى. وعلى الرغم من المؤشرات الايجابية في الجانب السياسي لحل الازمة اليمنية الا أن الثقة لدى الكثير لا تزال مفقودة ، حيث ينظرون للاجراءات السياسية على انها حالة بعيدة عن واقع المعانة اليومية . هذا وانتهت الفترة المحددة 5 ايام منذ التوقيع في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية لازالة حواجز الطرق ونقاط التفتيش والتحصينات المستحدثة في كافة المحافظات اليمنية ، وهو ما سبب ازعاجا وعدم ثقة لدى الكثير من المواطنيين اليمنين . ووقع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية ، يوم الأربعاء الماضي في الرياض ، ووقع ممثلون عن المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم في اليمن) والمعارضة على الآلية التنفيذية للمبادرة . وفي العاصمة اليمنية صنعاء ، لا تزال عشرات الشوارع والاحياء في الجهة الشمالية والشمالية الغربية تكتض بالمتاريس والنقاط العسكرية للقوات المنشقة الفرقة الاولى مدرع. كما لا تزال منطقة الحصبة في العاصمة صنعاء ، تشهد استحداث المزيد من المتاريس للمسلحين القبليين انصار الشيخ صادق الاحمر زعيم قبيلة حاشد كبرى القبائل اليمنية ، بالاضافة الى حفر الخنادق في عدد من الاحياء في المنطقة وانتشار المسلحين القبليين بشكل كثيف ، حسب شهود عيان تحدثوا لوكالة أنباء (شينخوا) . وفي الجهة الجنوبية للعاصمة لا تزال الدبابات والمصفحات والاطقم العسكرية والنقاط الامنية منتشرة وبشكل كثيف من قبل القوات الحكومية في عدد من الشوارع والاحياء. كما لا يزال انصار النظام من المسلحين يتجولون وبشكل جماعات وفرادى في الشوارع الرئيسية والاحياء من الجهة الجنوبية من العاصمة. حسب مراسل وكالة شينخوا بصنعاء وفي تعز (256كم) جنوبصنعاء، تكتض شوارع المدينة بالمتاريس العسكرية والنقاط الامنية والحواجز ، في ظل انتشار كثيف للمسلحين القبليين في المدينة وتمترسهم في المنازل والاحياء والشوارع ، حسب سكان محليون . وقال محمد العوبلي (37) رب اسرة من أبناء مدينة تعز، بان اي حلول سياسية حاليا هي غير مجدية ولم تخفف من معانة الناس ، مضيفا بانه يجب ان ينظر جميع الاطراف في الازمة السياسية حاليا الى ما يقلق المواطنيين والمتمثل بالانتشار المخيف للمظاهر المسلحة ، والتخفيف من المتاريس العسكرية الامنية التي اعاقت الحركة. واوضح العوبلي وهو اب لثلاثة اطفال بقوله : كنت اعمل واسكن في العاصمة صنعاء ، وبسبب الاحداث توقفت عن العمل وعدت إلى منطقتي في احدى ارياف مدينة تعز ، ولا استطيع العودة الان إلى العاصمة لان القلق لا يزال قائما ، فلا شيئ تغير على الارض بسبب الاوضاع الامنية المتدهورة . وناشد العوبلي نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بسرعة دعوة كافة الاطراف برفع المظاهر المسلحة وازالة الحواجز الامنية، والالتفات الى ما يعانيه الناس قبل ان يبدأ بالدعوة للانتخابات والحديث عن الكلام السياسي . وفي السياق قال المحلل السياسي اليمني غمدان اليوسفي لوكالة انباء (شينخوا) بان رفع المتاريس والمظاهر المسلحة من الشوارع سيظهر إيجابية المبادرة الخليجية أما ماعدا ذلك فهو شغل لا يعني المواطن بشكل مباشر. وتابع بقوله: متى أرى الناس فى الشوارع بلا دبابات ومصفحات ، سنشعر أن شيئا بدأ فعلا يتغير وستبدأ الحياة بالعودة تدريجيا إلى طبيعتها. واكد اليوسفي بان الناس يريدون قليلا من الأمن الان، ولا يريدون انتخابات رئاسية وحكومة وفاق وطني وكلام سياسي مفرغ من هموم المواطن اليومية. من جانبه ، قال الصحفي اليمني محمد السامعي، بان ثمة توقعات بمواجهات عسكرية في ظل انتشار المتاريس العسكرية والامنية في صنعاء ومدن اخرى وهو ما يعد " هماً " يؤرق الكثير من اليمنين . وأضاف السامعي لوكالة أنباء (شينخوا) بان نظرة الناس للنتائج الايجابية في المبادرة الخليجية لا تزال عند عدم ثقتهم فواقع الحال يؤكد أن المظاهر المسلحة والمتاريس ما زالت منتشرة في الشوارع والأزقة ما يؤثر سلبيا على نفسيات المواطنين الذي كانوا يحلمون بإنهاء تلك المظاهر بعد توقيع المبادرة الخليجية . وتابع السامعي بقوله : المواطن الان يتمنى استتباب الامن وإرجاع الخدمات وعودة الحياة الى طبيعتها كترجمة واقعية لتنفيذ بنود المبادرة الخليجية . وكان موقع (26 سبتمبر) نقل عن الناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية ، الجمعة الماضية ، ان عناصر تابعة لحزب الاصلاح المعارض والقوات المنشقة قامت باعمال تخريب واستحداث متاريس جديدة في أكثر من مكان من مدينة تعزجنوب البلاد. واضاف الموقع بان إصرار تلك الميليشيات على مواصلة ارتكاب مثل هذه الاعتداءات والجرائم والانتهاكات والاستحداثات يأتي في الوقت الذي سادت أجواء التفاؤل والأمل في أوساط المواطنين عقب التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وهو ما يعكس حقيقة ما تضمره تلك الأطراف من شر تجاه الوطن ، وعدم جديتها في الالتزام بالمبادرة وآليتها التنفيذية وإصرارها على المضي في مخططاتها التصعيدية في إطار مخططاتها التآمرية الانقلابية . وكان يفترض ان يتم حتى اليوم تشكل اللجنة العسكرية لاعادة هيكلة الجيش اليمني وازله كافة المظاهر المسلحة بناء على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية التي تم التوقيع عليها الاربعاء الماضي من قبل الاطراف اليمنية، حيث نصت المبادرة الخليجية على تشكيل اللجنة العسكرية في غضون خمسة ايام فقط من التوقيع على المبادرة. وقال محمد قحطان الناطق الرسمي باسم احزاب اللقاء المشترك ( المعارضة الرئيسية في اليمن) لوكالة انباء (شينخوا)، بان عبدربه منصور هادي هو رئيس اللجنة العسكرية وهو المكلف الوحيد بتشكيل اعضاء اللجنة بناء على المبادرة الخليجية الموقع عليها ، مشيرا بان الجميع يضعون ثقتهم فيه ، متمنيا ان يتم اختيار اعضاء للجنة العسكرية بما يرضي الجميع. وحسب المبادرة الخليجية، فان تشكيل لجنة الشئون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار تعد الخطوة الثالثة التي يجب تنفيذها وفقا للفترة الزمنية المحددة ، حيث تبدأ المرحلة الاولى الانتقالية بدعوة الناخبين لانتخاب رئيس في انتخابات مبكرة ، وكذا ترشيح المعارضة لرئيس حكومة وفاق وطني .