للعام الرابع على التوالي يحل شهر رمضان على أبناء محافظة مارب وسكان المدينة، في ظل ظروف حرب تشنها مليشيا الحوثي على اليمنيين منذ انقلابها في سبتمبر2014. حيث يعيش اليمنيون منذ الانقلاب ظروفا صعبة للغاية تتمثل في الحرب والتشرد وغلاء الأسعار الذي زاد من معاناتهم خاصة في ظل استمرار نهب المليشيات لرواتب موظفي الدولة منذ نحو عامين. ضجيج الحياة بعد دحر مليشيا الحوثي من محافظة مارب تحولت المدينة إلى مأوى لمئات الأسر النازحة من المحافظات التي تحت سيطرة المليشيات، تغيرت ملامح المدنية وأصبحت تضج بالحركة والحياة. تتميز المدينة بتوفر الخدمات العامة للسكان أبرزها الكهرباء، التي حرمت منها المحافظات اليمنية التي تحت سيطرة الحوثيين منذ 2015، غير أن شوارع مارب وأزقتها تتزين كعروس بالإنارة والضوء. شهدت المدينة هذا العام تطورا ملفتا في الجانب التجاري وافتتاح شوارع جديدة للمدينة للتخفيف من الزحام الخانق. الحركة التجارية شهدت نقلة نوعية، حيث افتتحت بعض المحلات التجارية الكبيرة فروعا لها بالمدينة، مما يدل على قدرة مارب استقطاب التجار والمستثمرين بعد أن ضيقت مليشيا الحوثي عليهم في مناطق سيطرتهم خاصة في العاصمة صنعاء.
أسعار مضاعفة تعيش صفية.. مع أسرتها منذ ثلاث سنوات بمارب بعد نزوحهم، تقول إنها اعتادت على صيام رمضان بمارب رغم ارتفاع درجة الحرارة التي لم تكن تتحلمها خاصة في رمضان. تقول إنها تحس بالحياة، الناس تعيش بحرية كاملة، المآذن تصدح بالصلاة، مع استتباب الأمن لا يوجد مشاكل، أشعر بالأمان، مارب لا توجد فيها مشاكل"، حد وصفها. تشكو صفية، من ارتفاع أسعار ايجار البيوت، وأسعار المواد الغذائية وأسعار الملابس وغيرها، تقول "إن الأسعار لا تناسب كثيرين من الأهالي بسبب وضعهم المعيشي ونزوحهم". وتضيف إن هناك فرق بين مارب قبل عامين ومارب اليوم وأنها تتطور بشكل سريع وأن هناك نهضة، ، ومع ذلك لا زالت أسعار ايجار البيوت مرتفعة ولم تتراجع رغم التوسع الذي نلاحظه.
الأمن وتوفر الخدمات الأساسية تتفق بشرى الجراد مع صفية، فتقول إن أجمل شيء بمارب هو الأمن والكهرباء وتوفر مادة الغاز المنزلي بسعر رخيص، حسب قولها، ورغم الفارق الكبير بين أجواء محافظتها الباردة ذمار، وأجواء مارب الحارة إلا أنها تفضل العيش بمارب لتوفر الخدمات إضافة إلى الحرية التي افتقدتها في محافظتها، وتختصر مشاكل مارب في ارتفاع درجة الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي أحيانا، وارتفاع أسعار ايجار المنازل والسلع الغذائية.
القمامة في رمضان تبرز مشكلة جديدة بمارب مع ازدحامها بالسكان تتمثل في تراكم القمامة في كثير من شوارع وأزقة المدينة خاصة في شهر رمضان، ربما لعدم مقدرة صندوق النظافة والتحسين على تغطية كافة المناطق والأحياء لعدم امتلاكه سيارات نظافة كافية، فيلجأ الأهالي إلى احراقها مما يؤثر على حياة الأهالي، كما يقول مطيع. وأضاف بالنسبة للحركة التي تشهدها المحافظة فإنه ربما يعود لصرف الرواتب بين حين وآخر للجيش الوطني، مشيرا إلى أن مارب لا يوجد فيها سطو أو نهب، أو فرض الاتاوات كما يحدث في المحافظات التي تحت سيطرة المليشيات، مما جعل من مدينة مارب ملاذا جيدا للتجار. ويتمنى مطيع، من السلطات بالمحافظة أن تضبط الأسعار ابتزازهم ضد المواطنين برفع الأسعار دون رقيب مستغلين حاجات الناس وقلة السلع المعروضة خاصة حيث أن بعض السلع يصل قيمتها إلى أضعاف كما هو متعارف عليه.
النازحون بلا معونات تفضل الطالبة عدن، من أبناء محافظة مارب، صيام رمضان بمارب وترى أنه افضل بكثير من غيرها من المحافظات التي تحت سيطرة الحوثيين، لأسباب كثيرة أبرزها الأمن وتوفر الخدمات الأساسية. وتضيف من ابرز المشاكل التي تواجها مارب، تتمثل في النازحين بحيث لم تتوفر لهم مواد الإغاثات والمعونة، وأن هناك من يعبث بهذا الجانب دون رقيب أو حسيب، اضافة إلى الاسعار خاصة ايجارات المنازل اصبحت شيء خيالي، وكذلك في السلع التجارية والملابس. وأضافت أن الانقطاع المتكرر للكهرباء خاصة في شهر رمضان شيء مزعج متمنية من مؤسسة الكهرباء أن تتلافى ذلك العجز خاصة وأن المؤسسة لديها امكانيات لذلك، حسب قولها. سارة، من أبناء مارب، تقول إن الكهرباء وارتفاع الأسعار هي المشكلة الأبرز التي تواجه السكان بالمحافظة. لكنها ترى أن مارب تتطور بشكل ملحوظ في الحركة التجارية وتوسع المدينة، وازدحام خانق لم تشهده المدينة من قبل بسبب النزوح المستمر، وربما ما سبق ساهم في مضاعفة اسعار الايجارات والسلع. تختنق شوارع المدينة بحركة السير مما اضطر برجال المرور الانتشار بشكل مكثف خاصة في أوقات الذروة لتسهيل حركة السيرة والتخفيف من الزحام الكبير، كما عملت ادارة المرور على عدم السماح لأصحاب سيارات الأجرة "الباصات" الدخول إلى المجمع تجنبا للزحام وتحول المدينة إلى قبلة لأصحاب سيارات الأجرة الذين انتقلوا من محافظات أخرى إلى مارب لتوفر المشتقات النفطية وتوفر فرص عمل لتلك السيارات، كما يقولون.