للعام الرابع على التوالي يعيش سكان العاصمة صنعاء، ومختلف المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ظلاماً دامساً، جراء انقطاع التيار الكهربائي؛ بفعل الحرب التي شنها الحوثيون على عدد من مناطق اليمن، وتعد المناطق التي تخضع لسيطرتهم أكثر تضررا من انقطاع الكهرباء منذ انقلابهم. ولأن الكهرباء باتت من الأشياء الضرورية التي لا غنى للإنسان عنها، فقد أدى انقطاعها لتفاقم معاناة المواطنين في مختلف القطاعات.
متى ستعود الكهرباء؟ بات هذا السؤال هو الأكثر طرحًا في العاصمة صنعاء، خصوصا مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي بلا أفق للحل. يقول "المواطن سلطان: "للصحوة نت ": العائق الوحيد أمام تشغيل محطات الكهرباء هو هروب الحوثيين من تحمل المسؤولية؛ لأن تشغيل المحطات يحتاج إلى دعم حكومي لشراء الوقود، وهو ما لا يريدونه، فهم يجيرون أكبر قدر ممكن من الأموال للحرب. ويتابع بقوله "لاتزال حتى اللحظة أكثر من نصف مناطق اليمن من دون كهرباء، بينما تعيش مدينة مثل صنعاء أزمة انقطاع كهرباء مستمرة وتكاد تكون الكهرباء الحكومية منعدمة، حيث يعيش الناس والمعامل على الكهرباء الاستثمارية الخاصة ,وهذا يزيد عبئ المواطن الذي لا يملك مصدرا للضوء غير الشمس".
خصخصة الكهرباء شرعت مليشيات الحوثي الانقلابية التي تسيطر على وزارة الكهرباء والطاقة بصنعاء، في خصخصة محطات الكهرباء الحكومية، وتحويل هذه الوزارة إلى قطاع خاص، في إطار سعي المليشيات لخصخصة كثير من المؤسسات الحكومية، في مشهد يعكس ما تهدف إليه من استغلال ظروف الحرب التي تمر بها اليمن، وتحويلها إلى محطة للثراء والكسب غير المشروع. يؤكد الموظف في وزاره الكهرباء " عبد الخالق أن مليشيا الحوثي رفضت دفع مرتبات الموظفين، أو إعادة تشغيل المحطات الحكومية، وذلك في إطار مساعيهم الرامية إلى خصخصة هذه المحطات، وتدميرها، وبيعها للقطاع الخاص، وتحويل أهم مرفق حكومي إلى مجرد مستأجر لدى القطاع الخاص. وتابع بقوله "انهيار منظومة الكهرباء في اليمن خلف معاناة معيشية وإنسانية صعبة لنحو 20 ألف موظف في قطاع الكهرباء، باتوا يبحثون عن فرص عمل بسبب توقيف مستحقاتهم من قبل سلطة المليشيا الحوثية ما جعلهم علي حافه الجوع".
الطاقة البديلة أربع سنوات من اشتعال الحرب في اليمن بعد سيطرة جماعة الحوثيين على مركز الحكم في صنعاء، بدأ الناس الذين يملكون وظائف خاصة ولديهم مرتبات منتظمة بالبحث عن بدائل للخدمات التي توقفت، والتي كان أبرزها خدمة الكهرباء. فكانت ألواح الطاقة الشمسية هي الحل للكثيرين، ولكن مع ارتفاع أسعارها ومحدودية تشغيل الأجهزة الثقيلة عليها، بدى أنها لا تلبي احتياجات المواطنين بشكل كافي. فالمنظومة الشمسية التي قد تضيء لك المنزل لا تتحمل تشغيل الأجهزة الكهربائية بشكل المطلوب، وهنا ظهرت في الأحياء بصنعاء مولدات خاصة ضخمة تغطي شوارع وأحياء بأكملها. وحظيت هذه المشاريع بتجاوب أعداد لا بأس بها من المواطنين، خصوصا أصحاب المحال التجارية التي لا تلبي أنظمة احتياجاتهم. ولكن أسعار الاشتراك فيها مرتفعة جداً. يتحدث التاجر " محمد. ق" للصحوة نت "بقوله: باستمرار انقطاع الكهرباء عن العاصمة ومختلف المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية، إلى البحث عن بدائل أخرى كون الألواح الشمسية تفي بالغرض، فلجأ كثير من أصحاب المحلات التجارية، والمواطنين إلى الاشتراك في الكهرباء التجارية، التي انتشرت مؤخرا بشكل لافت، في كثير من لمحافظات والمديريات. وشكا عدد من المواطنين ارتفاع أسعار التعرفة لهذه الخدمة، بأشكال كبيرة جدا، مقارنة بأسعار الكهرباء الحكومية، التي كان المواطن يدفعها مقابل إنتاج الطاقة، حيث كان سعرها يصل إلى 6 ريال فقط، مقابل الكيلو من الطاقة الكهربائية. كما أكد عدد من المواطنين أنهم دفعوا مبلغ يصل إلى 30 ألف ريال، كرسوم اشتراك في هذه الخدمة، إضافة إلى أن الفواتير يتم إصدارها أسبوعيا، تتضمن سعر الاستهلاك الذي يصل إلى مبلغ 250 ريال للكيلو الواحد، فضلا عن رسوم الاشتراك الأسبوعية والمحددة ب"550″ ريال.