عندما اتحدث عن أشواقي لابي تتفجر بداخلي كل المشاعر والحنين لأعرف توصيف مدى شوقنا اليه.. يجري حديث بيني وبين نفسي وأنا ارى صورته أقول: هل ياترى غيرت سنوات الفقد ملامحه.. هل زاد شعره الأبيض بياضا؟!! وهل ترك السجن اثرا على وجه ابي الحنون؟..وعلى صوته العذب؟ "تظل روحه تحلق حولنا، تخبرنا شوقه إلينا وترسل اشواقنا الحارة اليه".. أربع سنوات "تصبح ذكرى وتعود معها أسئلة الاحفاد والابناء "أين ابي؟" وأين جدنا محمد قحطان؟ أربع سنوات ما ذنب أبي! "أسئلة وأشواق تخاطب فاطمة محمد قحطان ضمير أصم أذنيه عن حنين أسرته وانتظر الإجابة "ممن يدعون المدافعة عن الإنسانية والحقوق" وممن دمروا الوطن بمسيرتهم القرآنية. تقول للصحوة نت "أربع سنوات تحدثنا.. صرحنا.. قمنا بحملات اعلامية.. نخاطب فيها ضمير لا يتحرك أو يتأثر..". تتابع بقولها" لو كان خطابنا موجه لحجر لحن وبكى من شوقنا وشعر بقلوبنا التي تنفطر حزنا طيلة اربعة سنوات مرت كجبال على حياتنا التي أصبحت كسراب خالية من الإحساس". زيد محمد قحطان تحدث عن ذكرى أربع سنوات مرت ووالده معتقل، ووضع "عبر صفحته" تساؤلات تنتظر اجابة وشي من الضمير. قال: "في كل سنة ولمدة اربع سنوات، لا شيء تغير. - لا زيارة - لا اتصال - لا رسالة يتابع: "ابي الذي كلما سألناهم قالوا لا نعلم ويرفضون حتى الحديث عنه". ابي المغيب قسريا لأربع سنوات عن كل اهله وأصدقائه، اتهموه بالعمالة والارتزاق -حديث شبعنا من سماعه -وهم لم يجدوا لأنفسهم دليل واحد لإثبات صحة كلامهم. ويستغرب زيد من تناقض في سلوك واقوال من اعتقلوا والده ويخافون الحديث عن مكانه، يقول: "هم يناقضون أنفسهم، يتحدثون عن الصمود، عن التحدي ويتناسوا انهم بإخفائهم لابي يقولون لنا نحن لا نخاف من التحالف لا نخاف من الشرعية، ولكننا نخاف ان نخبركم اين ابوكم، نخاف بأنه سيكلمكم، نخاف ان تقول له زوجته المحتسبة الصابرة اشتقت لك، نخاف ان يقول لأبنائه احبكم". سنوات اربع مرت ولكن الشوق والحنين لم يفارق اسرة محمد قحطان ولا جدران منزله كما تحدثت فاطمة: "لاتزال رائحة ابي وروحه نجدها أمامنا في الصالة والغرف، كأنه هناك امام مكتبته، وكتبه المرصوصة واوراقه، يأتي صوته من بين كل هذا الحنين يطلب مني ترتيب أوراقه وكتبه". واسمعه يعاتبني "عندما اصرخ فوق اطفالي واحاول ضربهم" ليوقفني عتابه الحنون بالرفق بهم واحتوائهم، ذكريات وايام ومواقف نبكي فيها، ذكراه تلاحقنا فكيف ننسى من هو روح البيت وعموده. تتابع بألم "هموم تكسر نفوسنا، وتساؤلات تطحن ارواحنا، عندما نتخيل حاله، هل أكل وشرب؟ هل امتدت الى جسده الايادي الأثمة وعذبته؟ كيف تمر عليه المناسبات والاعياد ورمضان؟ فترتجف "قلوبنا بين ضلوعنا" لنستودعه رب كريم ارحم به منا. وتؤكد فاطمة في نهاية حديثها " انها بانتظار رائحة الفجر لتبدد أشعة الشمس ظلمة أبيها الذي يقبع خلف قضبان الظلم، لتشرق من جديد حرية محمد قحطان على محبيه والوطن.