"الموت" المصطلح الأكثر تداولاً في صفحات التواصل الاجتماعي لدى اليمنيين، كناتج مُرٌ خلّفه انقلاب مليشيا الحوثي التي ليس لها هم سوى جمع المال وقتل اليمنيين بوسائل عدة. الموت الوفاة، القتل، مصطلحات تمتلئ به صفحات التواصل الاجتماعي وبشكل شبه يومي، فمعظم المنشورات تتحدث عن رحيل صديق وموت قريب، وحادث مؤسف، ومقتل أطفال بقذيفة حوثية، أو بانفجار لغم حوثي أيضا، وغارة خاطئة للتحالف العربي اجتث المنزل بمن فيه ونقلهم إلى الآخرة دفعة واحدة. في هذا البلد فقط نختلف مع الشاعر ابن نباته السعدي صاحب البيت الشهير "من لم يمت بالسيف مات بغيره... تعددت الأسباب والموت واحد، لكنه عندنا تعددت الأسباب وكذلك المسميات ونتفق معه في النتيجة الموت واحد. في رصد سريع أجراه موقع "الصحوة نت" لصفحات موقع التواصل الاجتماعي في الفيس بوك، ليوم 28 يونيو الجاري، كانت منشورات الموت والعزاء هي الأكثر رواجا، وحضورا في صفحات الناشطين والمتفاعلين. احتلت جريمة الأب الذي قتل بناته الثلاث في العاصمة صنعاء، بإغراقهن في خزان ماء؛ معللا جريمته بأنه لم يستطع أن يتحمل أعباء الحياة بعد أن قطعت المليشيات راتبه وأن صاحب المنزل هدده بالطرد إن لم يدفع الايجار، احتلت الجريمة رأس القائمة، لكن "الموت" لم يتوقف هنا فحسب. قبل تلك الجريمة بساعات، توفي 10 من الأطفال الرضع ومسنين اثنين، في محافظة الحديدة التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي بسبب درجة الحرارة وانقطاع الكهرباء وسوء الرعاية الصحية، بحسب ما نقله الصحفي وديع عطا.
ألغام الحوثي وأخطاء الطيران في محافظة الجوف قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل بانفجار لغم زرعته مليشيا الحوثي الانقلابية بمديرية المصلوب أثناء مرورهم على متن دراجة نارية. في منطقة المحول مديرية خدير محافظة تعز قُتل رجل الأعمال صاحب مصنع رخام تعز، الحاج عبده الكندي، 70 عاما، مع زوجته وخمسة من أبنائه ونجاة طفلة بأعجوبة، قيل إنه ناتج عن قصف لطيران التحالف العربي، (ولم يؤكد أو ينفي التحالف هذه الحادثة حتى اللحظة). وفي حادث مؤلم أيضا في العاصمة السعودية الرياض كتب رشاد، على صفحته معزيا صديقه بوفاة نجله اثر حريق شب في مخزن.
رصاص الطيش.. وطريق العبر اخترقت رصاصة سائق طائش، جمجمة سيف، الذي كان يركب باص أجرة في أحد شوارع مدينة مارب، أطلقها نجل مرافق مسؤول حكومي. يقول أحمد، أحد اقارب الضحية، عندما وقف الباص واحتك بسيارة الجاني، فأخرج مسدسه فورا وأطلق رصاصة أزهق روح الشاب سيف في الحال. وكتب سامي في صفحته، معزيا أحد اصدقائه، الذي توفي بسبب حادث مؤلم في طريق العبر بمحافظة حضرموت، الطريق الذي يعتبره مدير مستشفى الهيئة بمارب أحد الجبهات لكثرت ضحاياه، ورغم المناشدات للأهالي لم تقدم الحكومة على اصلاح الطريق الذي التهم المئات معظمهم من المغتربين.
الموت بلدغات ثعبان وعوادم المولدات في محافظة حجة توفي أربعة أطفال في مخيم للنازحين بمديرية عبس بسبب لدغة ثعبان أثناء نومهم، المخيم الذي يفتقر إلى أبسط المقومات التي تقي النازحين من حرارة الشمس ومن هطول الامطار ونزول البرد، فروا من لدغات مليشيا الحوثي (حنشان الظماء) ليموتوا تحت لدغات ثعابين الصحراء. في محافظة إب توفي أربعة أشخاص وأصيب خمسة آخرين في قرية "الموضع" بعزلة بني قيس ميرية الرضمة إختناقا بعوادم مولد كهربائي في أحد الآبار، اثناء سقيهم لمزارعهم، وأن الخمسة المصابين بعضهم في حالة خطيرة سقطوا أثناء محاولة انقاذ الضحايا الأربعة. في مدينة القاعدة بالمحافظة ذاتها كتب محمد عبده أن أحدهم أقدم على قتل أبيه، وكتبت نوال النعمان عن حادثة غرق لأم وابنها في بركة ماء في منطقة المشارقة محافظة تعز. عبدالرحمن، يعزي في صفحته والد صديقه انتقل إلى رحمة الله، وحالة أخرى فقط هما، الحالتان فقط اللتان كانتا بوفاة طبيعية، ومثلهما قتلا في معارك بمديريتي قطعبة ومريس محافظة الضالع. في يونيو الجاري أيضا كتب فائز الضبيبي على صفحته مقتل خمسة أشخاص في ريمة بسبب خلاف على قطعة أرض "ساقية ماء"، الضحايا كلهم من أسرة واحدة بنو عمومة، كما قال، وقبل شهر كان قد نقل خبر وفاة أفراد أسرة بكاملها، في محافظة ريمة أيضا، اثر تهجم منزلهم أثناء الليل بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة. يتربص الموت باليمنيين يمنة ويسرة، منذ أن انقلبت مليشيا الحوثي على اليمنيين في سبتمبر 2014، فمنهم من يموتوا بالقنص والقصف والألغام والموت جوعا وتحت التعذيب، وتتكفل النائبات بالبقية في حوادث السير والاعمال ورصاص الطيش ولدغات الثعابين. - المصدر | الصحوة نت