في ذكرى تأسيس الإصلاح لا يسعني إلا أن أهنئ كل إصلاحي وإصلاحية فوق أي أرض وتحت أي سماء. تأتي هذه المناسبة واليمن يمر بمرحلة حرجة برهن فيها الإصلاح صدق المبادئ، والأسس التي قام عليها وتضمنتها أدبياته، وأثبت أنها ليست حبر على ورق، بل ممارسات أثبت من خلالها ما تعنيه تلك الأدبيات. جاعلاً من الوطن والثوابت الوطنية عقيدة لا كفر فيها، ومبدأ لا شك فيه، فانطلقت أفواج أنصاره كالسيل حينما أدركوا أن الخطر يحدق بالوطن، وتتداعى عليه بقايا الرجعية البغيضة لتعود به إلى العصور المظلمة التي ترعرعت فيه هذه السلالة الكهنوتية. لم يلتفت الإصلاح قط لشعارات المزايدين، وهمهمات مرضى النفوس الحاقدين فانطلق موكبه إلى وجهته غير مكترث لما قد يعترض طريقه، ويعيق سبيله. مستلهماً من الثورة والجمهورية غاياته التي بذل ويبذل من أجلها تضحياته غير آبهٍ بحجم ومدى تلك التضحيات. مسار الإصلاح الذي حددته منهجيته رسمه الإصلاحيون بدمائهم، وليس بريشة فنان، أو صبغة رسام. وقد تجلى ذلك بوضوح في انحياز الإصلاح إلى جانب الوطن ولم يتردد خاصة في اللحظات الفارقة التي تردد فيها الكثيرون، هذا لأنه لم يساوره شك في المنطلقات التي وُلد بها، وتربى على حليبها. لم يساوم الإصلاح على الثوابت الوطنية خاصة في الوقت الحرج والعصيب الذي مر به، فنُهبت مقراته، وسُجن وشُرد وعُذب أعضاؤه، وأُريقت دماؤهم، ومع كل هذا لم يعض أصابع الندم، بل ألقى كل هذه الهموم وراءه وحمل الهم الكبير والعبء الثقيل، ضارباً بكل ما يمس الأسس التي عاشت في كيانه عرض الحائط. من يستكثرون على الإصلاح وطنيته ويلقون عليه التهم جزافاً خاب منالهم وتبعثرت آمالهم في محاولة زعزعة ثقة الشعب بهذا الإصلاح. وليسوا سوى فئات شيطانية كان الإصلاح هو الشهاب الثاقب الذي وقف حائلاً دون نزواتهم الخبيثة، تالياً تعويذته المقدسة في وجوههم، فباؤوا بغضب الوطن والجمهورية والثورة. هنيئا للإصلاح وللإصلاحين هذه المناسبة.