* اذا كانت الإدارة الذاتية المعلنة من قبل ميليشيات المجلس الإنتقالي في جنوب الجمهورية اليمنية عمليا تعني محو وجودي للدولة اليمنية ولشخصيتها الإعتبارية الجمهورية اليمنية مع ما ينطوي ذلك على الإنفصال والإنقضاض على مؤسسات الدولة ومنع استعادتها من براثن الحوثية ، فضلا على ضرب إرادة اليمنيين ومشروع التحرر الذي يقتفونه ، فإنها وفي العمق تعمل على نحر اتفاق الرياض الموقع بين حكومة الجمهورية اليمنية والمجلس الإنتقالي الإنفصالي ككل. - اذ اصبح هذا الإعلان بمثابة صدى لاستراتيجية اقليمية ودولية تبتغي تجريف وهدم الدولة اليمنية برمتها، وما تعنت المجلس الإنتقالي وسطوه على اموال الشعب اليمني في اكثر من حادثة الا دليلا على هذا ، بالإضافة إلى ما يحاول اخفائه الإنتقالي الإنفصالي والذي تتناغم سياساته العدمية تلك مع تقارير لمؤسسات بحثية دولية هدفها الرئيسي هدم الدولة اليمنية وشرعيتها بغية انتظام هذا الواقع الذي خلقته ميليشيات الإنتقالي جنوبا والحوثية شمالا في خلق استراتيجية محلية واقليمية ودولية جديدة تؤسس لهذا الهدم ،وذلك الإلغاء الممنهج للدولة وشرعيتها ولحمة الشعب وإرادته التحررية وضرب قيمه وثوابته الوطنية ككل. - وعليه فاتفاق الرياض وتنفيذه اصبح مرهونا بإلغاء استراتيجية الإلغاء الفعلي للدولة والذي يتبناه الإنتقالي ومن إليه ويخدم الحوثية ومن إليها وليس العكس ، إذ يشكل اعلان الإرادة الذاتية لميليشيا الإنتقالي الإنفصالي التحدي الأبرز والأساسي امام مهمة تنفيذ الإتفاق وما نص عليه في جوانبه السياسية والأمنية وما إلى ذلك برمته..وكما أن خيار الحرب هو العودة للديبلوماسية والسياسة في حال فشلت وانسدت طرقها ، فيبدو أن هذا هو ما اختاره الإنتقالي وعلى الشرعية تبديد إرادته تلك سياسيا وأمنيا وعسكريا ؛حيث أن ذلك الخيار رغم كلفته الباهظة فهو الأفضل لوضع حد لاستراتيجية الخارج التي ترنو وتعول على الإنتقالي والحوثية للنفاذ إلى اليمن من خلالهما. وكما قيل :إذا لم تكن الا الأسنة مركبا ..فما حيلة المضطر الا ركوبها!