قال سياسيون معارضون إن عودة الرئيس المخلوع المفاجئة وخطابه أمس وما تضمنه مما سماه "عفوا", وتلميح مبطن بتفجير الوضع في البلاد يندرج ضمن سلوكه الرامي إلى عرقلة تنفيذ اتفاق السلطة. وأكدوا أن صالح بات جزءًا من الماضي ولم يعد يملك ما يصدر هكذا قرارات بعد تنحيه بضغط شعبي وتسليم كامل صلاحياته لنائبه الرئيس المكلف بإدارة شؤون البلاد للفترة الانتقالية.
وكان صالح عاد في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية في مخالفة لتوقعات العديد من المراقبين والقيادات الدولية من أبرزهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي أعلن يوم توقيع صالح على المبادرة الخليجية، أنه سيغادر إلى نيويورك لتلقي العلاج .
وأعلن أمس خلال ترأسه لاجتماع بقيادات حزبه, عن ما سماه " العفو العام"عن المتورطين في جرائم قتل المتظاهرين السلميين وقصف الأحياء السكنية وقتل المدنيين.
وقد رأت حورية مشهور، المتحدثة باسم المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية في هذه الخطوة بأنه مخالف للمبادرة الخليجية. وقالت مشهور : " إن ما يقوم به صالح من نشاطات وإصدار قرارات عفو وغيرها "مخالف للمبادرة الخليجية لأن الرئيس نقل صلاحياته إلى نائبه بموجب هذه المبادرة".
وأكدت انه لا يحق له وليست لديه أية صلاحيات أو قدرة على اتخاذ قرارات من هذا النوع. بالإضافة إلى ذلك دعا صالح في مؤشر ينذر بأن ثمة شيء يخطط له ويريد توريط اكبر عدد من أنصاره ,عندما دعاهم إلى "مواجهة كل أعداء الوطن ووحدته وأمنه واستقراره",رغم أن التوقيع يفترض أن يفتح صفحة بيضاء كان جدير به أن يحثهم على تجنب العنف وخطاب الكراهية وإنجاح آلية الاتفاق على ارض الواقع بدلا من استدعاء مفردات خطاباته من أرشيف كان يستخدمها خلال حروب صعده الست.
يقول مراقبون كيف يتمنى صالح في موضع آخر بان تجد المبادرة الخليجية طريقها إلى التنفيذ دون تلكؤ أو عرقلة ومن دون إيجاد ذرائع لتنفيذ المبادرة واليتها باعتبارها منظومة واحدة, في وقت ما تزال قوات نجله في أرحب ونهم وبني حشيش وتعز تقصف المدنيين بمختلف الأسلحة وتهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها ما أدى إلى سقوط ضحايا جدد إلى قائمة ضحاياه الكثر الأوائل.
ويعتقد هؤلاء انه ومن باب أولى لإظهار حسن النوايا التي تحدث عنها في الرياض,عليه أن يعكسها حقيقة في الواقع وان يبتعد عن تفجير الوضع عن بعد على أساس انه بمنأى عن المحاسبة بعد تقليم أظافره ونزع سلطاته لصالح نائبه,ناهيك عن الكف عن توجيه التهاني إلى هنا وهناك وهي مذيلة بصفته رئيسا للبلاد في حين أصبح رئيسا مخلوعا شكليا.
وكان رئيس مجلس قوى الثورة السلمية بحضرموت الشيخ صلاح باتيس ,اعتبر عودة صالح خلسة مساء أمس السبت,وإطلاقه لجملة رسائل يكررها ويطلقها هذه الأيام بأنها استفزاز الهدف منه جر الثورة إلى مربع الصراع والعنف والعنف المضاد على حد قوله. وقال باتيس خلال فعاليه بحضرموت إن صالح يريد بمحاولاته تلك أن يفشل المنجز العظيم الذي تحقق بتنحيه ورحيله ,مؤكدا أنه قد انتهاء وأصبح في مزبلة التاريخ وفي عداد الماضي .
وفي موضوع ذي صلة حذر باتيس بقايا النظام في حضرموت من الاستخفاف برسائل الثوار والاستهتار بمطالبهم أثناء وقفاتهم الاحتجاجية,محملا قادة الأجهزة الأمنية بالمحافظة كامل المسؤولية في سلامة الشباب المحتجزين ورد ممتلكاتهم التي صودرت ، وإطلاق سراحهم. وقال يخاطبهم:" الثوار سيعتقلونكم ويودعونكم السجون التي أودعتموها لشاب الثورة، معللاً ذلك أن شباب الثورة بعد سقوط رأس النظام هم أصحاب القرار".