من حسن الطالع أن يأتي احتفال اليمنيين بذكرى الاستقلال هذا العام متزامنا مع تخلص اليمنيين من الحكم الفردي وتحطيمهم للمشروع العائلي عبر الثورة الشعبية حيث أراد ذلك المشروع المتخلف أن يعود باليمن إلى ما قبل ثورة سبتمبر 1962م حيث كان الحكم الإمامي العائلي الذي يقوم على العنصرية والسلالية والحكم الفردي المستبد . يأتي يوم الثلاثين من نوفمبر هذا العام معانقاً ليوم 23 نوفمبر , اليوم الذي حقق فيه اليمنيون أول أهداف الثورة الشبابية الشعبية بالإسقاط الرسمي لشرعية علي عبدالله صالح وإجباره على الانصياع لمطالب الشعب والاعتراف أمام العالم بهذا السقوط بعد أن أسقطها الشعب منذ وقت مبكر, في مطلع هذه الثورة ليكون يوم التوقيع تعميدا لذلك السقوط على مرأى ومسمع من العالمين . كان الثلاثون من نوفمبر يوم أجبر فيه الشعب اليمني الاستعمار البريطاني على أن يمسك عصاه ويرحل بعد كفاح عريق , ونضال عنيد لشعب تطلع للحرية والاستقلال, فلم يجد معه المستعمر أمام ذلك الكفاح الصلب إلا أن ينصاع لإرادة شعب هب لانتزاع حقوقه وسيادته . وكان يوم الثلاثين من نوفمبر 67م هو يوم تتويج ذلك النضال المرير بالاستقلال المجيد . وهنا يفرض علينا جلال هذه المناسبة أن نقف إكباراً واحتراماً لشهداء ثورة أكتوبر 1963م تلك الثورة التي أثمر كفاحها طرد المستعمرين . جمال الاحتفال بذكرى الاستقلال هذا العام أن الفرحة مضاعفة , وأن ألق الاستقلال يزداد توهجاً بتحقيق الثورة الشبابية الشعبية الهدف الأول من أهدافها , فكما طرد الكفاح الثوري المستعمر البريطاني , تطرد الثورة الشعبية في اليمن الحكم الفردي المستبد يوم 23نوفمبر 2011م . سيحتفل اليمنيون إذن بمناسبتين , وستكون الفرصة فرحتين , جلاء مستعمر , وإزاحة مستبد . وهنا كذلك يفرض علينا الواجب أن نقف إجلالاً وتقديراً للشهداء الأبرار الذين ضحوا بدمائهم من أجل نيل الحرية والتحرر من الظلم والاستبداد , وإسقاط الحكم العائلي الفردي الذي ينزع إلى استرجاع الحكم الأسري السلالي والعنصري الذي كان يتمترس خلفه نظام الأئمة البائد , فجاء صالح ليعيد الحكم الأسري باختزال اليمن كلها في عائلته وإن ليس زورا عنوان النظام الجمهوري, فيما أفعاله وأعماله تكراراً للأسلوب الأمامي البائد . ستمضي الثورة اليمنية لتحقيق واستكمال أهدافها تباعاً بإذن الله ثم بصمود الساحات وميادين التغيير حتى تتحقق أهداف هذه الثورة الشبابية الشعبية لتستعيد اليمن استقلالها الذي تراجع وسيادتها التي تنتهك , ووحدتها التي أضر بها النظام العائلي ونظامها الجمهوري الصحيح الذي اختطفه الحكم الفردي وشجع ذوي المشاريع الصغيرة مناطقية وسلالية أن تنبش في الماضي وتطمع أن تستفيد من تلك الظروف عسى أن تجد لمشاريعها رواجاً وقبولاً .