وهو يلقي آخر كلمة كرئيس للولايات المتحدةالأمريكية ؛ ردد ترامب أن أمريكا هي الدولة الأعظم، و أنها الأقوى في العالم. و مع كل ذلك، قال رئيس الأقلية الجمهورية في مجلس النواب الأمريكي : إن علينا أن نعمل معا لمواجهة التحديات ! ما التحديات التي تواجهها الدولة الأقوى في العالم؛ كي يقول أحد أهم قيادات الحزب المنافس مخاطبا لرئيس الفائز من حزب آخر ؛ لنعمل معا لمواجهة التحديات ؟
ما من شك أن الرجل حريص على مكانة بلده، و على تفوقها، و لذلك ترك مصالحه الذاتية ، و منافع حزبه جانبا ، رافضا أن يُغلّب تلك المصالح ، أو يتخلى عما يؤمن به من مبادئ، أو أنه يساوم على حساب وطنه و أولوياته، فينجر إلى مربع تصفية الحسابات البينية، و المكايدات الساذجة، و المناكفات الجانبية ؛ التي لا تكون محصلتها و نتائجها الا أنها تصب لصالح الخصم المتربص، و العدو المنتقم.
قبل أكثر من ست سنوات واجه اليمن كيد المتربصين، و انتقام الأعداء الظالمين، و فيما الشعب اليمني يحتشد للتصدي للأعداء المنتقمين، راحت عقليات المناكفة تتوارى بعيدا عن المواقف المطلوبة، و تفرك أيديها استبشارا ؛ بحظ سعيد توهمته أنه يبتسم لها، ينتظرون ما عسى أن يقدمه لهم العدو المنتقم من فرص، ناسين أو متناسين أنهم جزء من الشعب، و أنهم جزء من الاستهداف، و لم يذكروا شيئا مما يجب عليهم، بل إن كل ما تذكروه أن عليهم أن يستمروا في البقاء خارج الفعل، و بمربع اللاموقف ، و ستأتيهم النتيجة على طبق من ذهب عاجلا غير آجل .
دعونا من نكأ جراح سلف وقتها، و إنما فليكن لنا منها العبرة و العظة .. لكن أليس من حقنا التنبيه و الانتباه، مخافة أن يكرر الواحد منا خطأه ، أو يعرض نفسه لأن يلدغ من نفس الجحر مرة، ومرات أخر؟
فلنكرر، دعونا من نكأ الجراح .. و تعالوا نسأل أو نتساءل - و نحن نعود إلى ما قاله زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب الأمريكي الذي دعا (بايدون) للعمل معا - من الذي يواجه التحديات الكبرى، اليمن أم أمريكا ؟ اليمن في عمق التحديات؛ الأمر الذي يتطلب من الجميع حشد كل الطاقات، ورص الصفوف، ومغادرة مربعات الذاتية و الأنانية، و إنما تعزيز التلاحم و التماسك ؛ لنصل إلى مستوى التحدي، بعيدا عن إعاقة الأداء، و عرقلة العمل بمناكفات و مكايدات ؛ للضغط من أجل منفعة، أو الحصول على مصلحة، و لو كان ذلك على حساب الشعب و الوطن، فيما المستفيدالوحيد مليشيا الكهنوت الحوثي المرتهنة لإيران . لنتفق أو نختلف، و لكن وفق ضوابط يحفظ للأداء قوته، و للشرعية مكانتها، فمنصب أو موقع لا يساوي شيئًا أبدا أمام التحديات التي تواجهها البلاد .
ماتزال جراحات أيلول الأسود و المغول الذين تسللوا من خلال قصّار النظر، و بلاهة مكايدات المتفيّدين، و أجندات أدوات المستعمرين ، ماثلة بمآسيها وشرها مما يتوجب أخذ الدرس و العبرة، و عدم تكرار الخيبة و الفشل .