[email protected] من طبيعة الإنسان الاستعجال في تحقيق مطالبه, وربما ضاق ذرعاً حين تواجهه الصعاب, وتوضع أمامه العوائق, لكنه إذا صبر وصابر, وعمل وثابر, وتفاءل ولم يحبط, فإنه يصل إلى مقصوده ولو بعد حين, أما إذا استبد به اليأس, أواستعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه, والمنبت لاظهراً أبقى ولا أرضاً قطع !! هاهو شعبنا اليمني يصبر على المعاناة, ويعيش على الأمل, خرج يطلب التغيير والحياة الكريمة, ينادي بيمن جديد تسود فيه العدالة, ويعيش فيه اليمنيون سواسية في ظل حكم يضمن لهم الحقوق غير منقوصة, والحرية غير مقصوصة, قدم الشعب التضحيات من الأرواح والأموال والممتلكات, ومن أمنه واستقراره وضروريات حياته للوصول لأهدافه. عجلة التغيير بدأت بالدوران, وإن كان السير بطيئاً لايرضي حماس الشباب الثائر, لكن السير في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية يحقق أكبر قدر ممكن من أهداف التغيير, وبأقل كلفة ممكنة, لأن النهاية توصل إلى التغيير المنشود (وعند الصباح يحمد القوم السُرى) حينها سيبتسم الجميع, وسيغسل الشعب أحزانه ويداوي جراحه.. الأمر المهم اليوم أن ننظر بتفاؤل إلى المستقبل, وأن نعلم أن اليمن الجديد الذي نسعى إليه لن يستقر بغير إشاعة ثقافة التعايش والقبول بالآخر, واحترام الخصوصيات, وأن أي نزوع نحو التسلط وإلغاء المخالفين في الرأي, والاستئثار بالمصالح العامة والخاصة, لن يؤدي إلا إلى استمرار دورة الصراع وعدم الاستقرار ! أقترح أن تعقد حلقات حوار ونقاش بين الشباب, وبين القوى السياسية, وبين أصحاب الاتجاهات الفكرية ,حول القضايا المختلف حولها, بحيث تنمو الثقة, ويحل الحب بدلاً عن الكراهية, والتسامح بدلاً عن التعصب, والاحترام بدلاً عن الخصام.. التغافر والوئام, والتضحية والإيثار, ذلك الذي سينقلنا إلى آفاق رحبة, نرص فيها السواعد للعمل والبناء بعيداً عن الأحقاد والكراهية .. اليمن الذي ننشده ليس فيه منتصر ومهزوم, ولاغالب ومغلوب, ولاشك أن هذا يحتاج إلى جهود وتربية وممارسة, لكن تحقيق هذا ليس مستحيلاً, وهذا طوق النجاة للخروج من كل أسباب الاحتقان حاضراً ومستقبلاً ولن تستمتع بالابتسامة حتى تراها على أفواه الآخرين...