انتهت بطولة غرب آسيا لكرة القدم للناشئين، و استطاع أشبال اليمن بما قدموه من مهارات، و مستوى رياضي كروي أن يجذبوا إليهم الأنظار، حتى لقد رشحهم الكثير من النقاد الرياضيين بالفوز بالبطولة منذ البداية؛ استنادا إلى ما شاهدوه فيهم من مستوى متميز. تحققت قراءة النقاد الرياضيين للمنتخب اليمني بالفوز حيث فاز بالبطولة عن جدارة و استحقاق. مثلما حقق أشبال اليمن الفوز بالبطولة الكروية، و هو فوز له طعمه و مذاقه و أهميته؛ فإن الفوز الذي حققوه لم يكن فقط بساحة الملعب الذي احتضن المباراة النهائية ؛ بمدينة الدمام في المملكة العربية السعودية، و إنما عمّ هذا الفوز المستحق كل أرجاء الوطن ؛ ليس فرحا بالفوز فحسب ؛ و إن كان هذا حاصلا، و لكن الأهم بما سجله من أهداف و نتائج مباشرة في كل أرجاء الوطن، و في أوساط اليمنيين في كل دول العالم. فمِن حضور الجمهور اليمني بفاعلية في مدرجات الملعب لمؤازرة منتخب الناشئين ، و مشاهدة المباراة؛ إلى تجمع اليمنيين في الساحات، و الصالات، و القاعات التي وفّرت شاشات عرض في الداخل بمدن اليمن المختلفة، إلى المتابعة في أوساط اليمنيين في الخارج ... كانت معزوفة الجماهير في كل هذه الأمكنة، سواء مدرجات الملعب الذي أقيمت فيه المباراة، أو غيره ، تهتف هتافا واحدا موحدا : بالروح بالدم .. نفديك يا يمن ! و ترفع، و تلوح بعلم واحد، هو العلم الوطني ! لم يكن في الأمر تعبئة مسبقة، و لا تعميم أو إعلان للجمهور بما يقوله هنا أو هناك، و إنما هي القناعة الراسخة، و العفوية الراشدة، و عمق الموقف الثابت! و عند انتهاء المباراة عمّت مسيرات ابتهاج في مختلف مدن الجمهورية، ترسل رسائلها بلا خوف، و تسجل أهداف فوزها في الداخل، كما سجل الأشبال الناشئون أهداف فوزهم في المباريات. و أي هدف في الداخل أهم من وحدة العلم، و وحدة الشعار، و الهتاف ..!؟ لقد كانت مسيرات الابتهاج و الاحتفال بفوز منتخب الناشئين في مختلف محافظات الجمهورية؛ كانت أيضا استفتاء شعبيا مؤكدا انحيازه للشعب و الوطن، و لليمن الاتحادي. لقد خفتت كل الشعارات ؛ تلك الشعارات التي تُرَدَّد قسرا ، أو تقال خوفا، أو تفرض بالقمع .. لأن كل تلك الشعارات المناطقية، أو السلالية، أو العشائرية ؛ لا تعبر عن هوية الشعب اليمني، و لا تتفق مع أهدافه، ولا تلامس قناعاته، و لا تترجم ثقافته . و بالتالي فإنها تخيب عند الامتحان، و تتلاشى عند مواقف الأحرار . هذه الأهداف التي سجلتها مسيرات الابتهاج، جاءت عفوية، و لكنها تعبر بجلاء عن عمق ثقافة و وعي الشعب اليمني، الذي ترسخ عبر الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، و كل ثورات التصحيح و التجديد. كل التهاني و التبريكات لمنتخب الناشئين بفوزه المستحق بالبطولة. و كل التهاني و التقدير للشعب اليمني بفوزه الأكبر، وبما حققه من فوز ساحق على المشاريع الصغيرة والضيقة جهوية، و سلالية.. و مرحى لليمن الاتحادي الكبير.