خرج البخيتي ذات يوم ممتطيا ظهر حمار له، وقد ركبه الهم و الغم جراء ما يلاحقه به سيده من أوامر مستعجلة؛ يدعوه فيها إلى الإسراع بسوق ما يمكن سوقه من الزنابيل إلى الجبهات ، من مختلف القرى و القبائل، ومن اللاجئين الأفارقة. كان البخيتي قد جمع كبار الزناببل من مختلف المناطق فأرعد في وجوههم و أزبد؛ كترهات إمام مسه الهوس ، على حد قول الشهيد الزبيري؛ في البيت التي يقول فيها :
قانونكم لاغتصاب الشعب مهزلة كترِّهات إمام مَسّه الهوس
و البخيتي لا بد أن يقلد أفاعيل سيده صوتا و حركة، أثناء نقل أوامر سيده لبقية الزنابيل أمثاله :
يقلدون أفاعيل الإمام و لو رأوه يرفس من صرع به رفسوا
و كبار الزنابيل اليوم؛ يعيشون حياة الاستكانة و الذلة، و هي حالة مُزرية لم يعشها حتى الرعية في ما قبل ثورة 26 سبتمبر؛ لكن الزنابيل اليوم يقبلون - للأسف - بكثير من الدونية و المهانة، التي لم يكن يمارسها الرعية في عهد الظلام الإمامي؛ فكبار الزنابيل - اليوم - يخدمون طائعين منبطحين حتى لكأن الشهيد محمد محمود الزبيري يعنيهم، و يقصدهم بأعيانهم، و هو يقول :
لولاكمُ لم يقم بدرٌ و لا حسنٌ و لم يعد لهما نبضٌ و لا نَفَس ُ
وأنتمُ عودة للأمس قد قُبِر الطغاة فيكم و عادوا بعدما اندرسوا
المهم، أن البخيتي خرج فيمن خرج متنقلا بين القرى و الجبال؛ ليجبر زنابيل تلك القبائل على سوق أبنائهم إلى حيث يرغب سيده أن يضحي بهم قربانا لسيده في مدينة قُم من أرض فارس.
و فيما هو يلهث من شدة التعب، أدرك الإعياء الحمار كما أدرك صاحبه، فانحاز إلى اصطبل خَرِب يلتقط فيه أنفاسه و يستريح قليلا قبل أن تلاحقه أوامر سيده التي لا تكف عنه . و بينما هو منطرح في ذلك الاصطبل، أخذته غفوة؛ فرأى فيما يرى النائم أن جورج بوش الإبن جاءه في المنام، فانفرجت أسارير البخيتي - المتوكل على الله - مستبشرا، ثم راح يسأله بلهفة : سيدي جورج، قلت حين غزوت العراق لتدميره، أن الله ناداك و أمرك أن تضرب العراق، و هذه درجة من الحظوة لم يصل إليها إمام في كهفه، و لا حسن نصر في قَبْوه، فكيف أصِل أنا أو سيدي إلى ما وصلت إليه ؟ فقال له جورج : قل و حسنآه! و قابيلآه ! ثم اطلب ما تريد. قال البخيتي متسائلا : عرفت قابيلا، لكن سيدي نحن هنا تأتينا الأوامر من قم بالنداء بيا حسيناه . فرد عليه جورج : إنما أعني حسن إيرلو الذي غدا سيدكم الحقيقي، أما الحسن و الحسين فأنتم إنما تستجدون بهم ، و تشحتون، لا أكثر..!! فرد البخيتي : عرفت سيدي، و لكن ما شأن قابيل هنا، فصاح جورج ساخرا : ألستم تمثلون اليوم دوره، و تعيدون منهجه، و تستعينون به أو بطريقته في القتل و سفك الدماء !؟
و يكمل البخيتي قصة رؤياه، بعد أن كان قد أخذ برأي جورج بوش،و نادي في منامه، متوكلا - بزعمه- و مستجيبا لنصيحة جورج : وا حسنااااه ، وا قابيلاااه..!! و إذا بي أرى الحمار ينهق؛ ويتكلم باللغة الفارسية، بلكنة خامينئي قائلا : أنه حمار عزير ! و شيئا فشيئا رأيت الحمار يتحول إلى سفينة، فاستيقظت مندهشا، و إذا بي على الحقيقة في شاطئ بحر و قد تحول الحمار إلى سفينة مشحونة بأنواع من الأسلحة التي ما كنا نحلم بها..!!