أمام القيادة السياسية و الحكومة مهمتان وجوديتان، و بهما يقوم ما سواهما؛ و ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. أمام القيادة السياسية القيام بفرض وجوب التحرير، و القيام بهذا الفرض الضرورة يُبَوِّئ مجلس القيادة صهوة المجد و الشرف الوضيئ، و ما أظن أحدا منهم يزهد في هذا المجد التاريخي، و الشرف الوضيئ ؛ ناهيك عن أن تحقيق التحرير و هو الهدف الذي لا يسبقه أو يدانيه هدف هو واجب مجلس القيادة الرئاسي بلا ريب، دون إعفاء بقية أركان و منظومة الدولة عن واجبهم. و على الاعتقاد الجازم بأن معركة التحرير كائنة بلا شك و سواء بدأتها مليشيا الحوثي أو الحكومة فالشعب اليمني بأسره مراقِبٌ سياسي، و عسكري، سيكون مدركا تمام الإدراك مدى جدية المجلس مجتمعا، أو مدى جدّية هذا العضو أو ذاك ، و مدى تراخي هذا أو ذلك، و سيُعرف تماما من بكى ممن تباكى،و من برز ممن توارى. إن جماعة الحوثي الإرهابية عينها في أن تلتهم البلاد، و قد تواصل عدوانها في أي وقت، و لها الحليف العقائدي، و حلفاء النكاية. و بالتالي فإن للقيادة السياسية تحالف الأخوة، و تحالف الضرورة المشتركة، الذي يأتي كخيار استراتيجي يفرضه الحاضر، و يوجبه المستقبل، و يعرفه الخاص و العام. إن نجاح معركة التحرير، هو في الوقت نفسه تحرير موارد البلاد، و هنا تَمثُل المعركة الخاصة بالحكومة في مكافحة الفساد و إبعاد المفسدين، و تطهير الجهاز الإداري منهم و ممن اندسوا بغرض خدمة الحوثي، أو بغرض التمكين لأغراضهم و منافعهم. و معركة الحكومة ضد الفساد معركة مجد كبير، و شرف عظيم لما لها من الأهمية البالغة. و معركة الحكومة هنا معركة شاقة، و لكن لا بد من خوضها بخطوات مدروسة مع ضرورة الحذر من أن يتمترس في ثناياها المندسون ،أو توجهها بلبلة الفارغين ، و العاطلين ، و المستغلين للفرص على حساب الشرفاء ، و الباذلين ، و المضحين. و لا ننسى، و لا نتغافل عن واجب القوى السياسية ، و الاجتماعية، و دورهما المطلوب، و أن تنهض بفاعلية و تعمل بجدية نحو الخلاص، و أن تكونا سندا فاعلا في معركة التحرير بعمل ميداني مشاهد و ملموس بعيدا عن التنظير ، و التمني و طرح الفرضيات، و تقديم حظوظ النفس و الذات. لقد مَلّ الناس الحديث عن وحدة الصف الجمهوري ، و لهم كل الحق في ذلك ، و هنا يَمْثُل التحدي أمام القوى السياسية، و الاجتماعية في أن تَخْرج في صف جمهوري عامل في الميدان لا في الأقوال، و هذا ما سيستعيدون به ثقة الجماهير ، فالتهريج لا يُكْسِب ثقة ، و لا يُعطي مصداقية ، و إنما يُكتَسَب ذلك فعلا من قلب الميدان. و الشعب في هذه الظروف مراقب سياسي، و اجتماعي أيضا؛ و سيعرف من حضر و من غاب ، و من بذل ممن بخل، و من نزل الميدان ممن بقي في منصة (البقبقة) و التهريج ؛ و الميدان خير الشاهدين. إننا أمام مفترق طرق، يدركه الجميع، و معركتنا الحقيقية مع جماعة الإرهاب الحوثية، و هي المعركة الفيصل، و هي ميدان البطولة الحقيقية من قمة الهرم إلى قاعدته ، و من يبحث عن بطولات استعراضية سهلة ، أدواتها التهريج و التبجح فهي أعمال على حساب المعركة الحقيقية، و تخدم الجماعة الإرهابية الحوثية.