كانت ريمة قبل القرار الخاطئ بإعلانها محافظة في أحسن أحوالها حيث كانت معظم الخفافيش مختبئة وأنيابها منكسرة وعند إعلان المحافظة خرجت من جحورها مسعورة هدفها الذهب والسطو والتلاعب وإعادة الإقطاعيين والإماميين ولو تحدثت بالتفصيل عما يحدث في أروقة تلك المحافظة لما وسعني المقام هنا ولكن سأحاول باختصار.. نعم باختصار... ميزانية المحافظة 60 مليار، نسبة المشاريع الوهمية المنفذة في الظلام 75% حيث تصرف قيادة المحافظة 70% من المليارات على الترميمات من خلال الرفوعات التي تتم من الوجهاء والمقربين دون وجود ترميمات بالأصل وهنالك من يقوم بحفر خزان في منزله ويرفع به ويتم بموجبه إعطاءه مبلغاً مالياً كبيراً على أنه مشروع منفذ ويتم المقاسمة بعد الصرف. والحقيقة بأن ريمة تنهب وتسرق وعاصمة المحافظة لم تشهد إلا صراعات على المناصب والكراسي وتقاسم المراكز حسب الثقل القبلي والمصالح الذاتية أما في مجالات الخدمية فلا يوجد شيء.. علبة الماء بلغ قيمتها مائة وخمسون ريال والحبة الخبز مثلها ومرقد المسافر ألف ريال ومقعد الراكب في السيارة بثلاثة ألف ريال أما المديريات فحدث ولا حرج لا طرقات ولا مياه ولا كهرباء لا زال علاجها المفضل الكي بالنار والسحر ولا زال الطالب يغترب عن وطنه للتحصيل العلمي وأهم ما وجد داخل المديريات إعادة النظام الإمامي من خلال الكم الهائل من العساكر الذين ارهقوا كاهل المواطن حيث يتم التنفيذ لأسبط الأسباب بدون احضارات والتنفيذ لا يتم بعسكري واحد بل بخمسة أو يزيد مما يجعل المواطن المسكين يبيع ما يملك حتى يوفي الأجرة حيث وأجرة العسكري الواحد تزيد عن خمسة ألف ريال. ... انظروا مدى السخرية وهكذا هي الأوضاع ومعاناة المواطنين بلغت ذروتها فأبناء مديرية الجعفرية هجروا المديرية لعدم وجود المياه الضرورية حيث لا يوجد حاجز مائي في مجموعة قرى إلا بني وليد ولا طريق، المريض يحمل على النعش حتى يصل مركز المديرية ومنها إلى محافظة الحديدة وتزهق روحه وهو يحمل في وعورة الطرقات وهكذا الحوامل اثناء الولادة والرعاية الاجتماعية تمنح للمغتربين وأصحاب العقارات ومدخري الأموال، والفقراء والمعدمين لا يوجد لهم والأسباب عدم قدرتهم على دفع حق من يقوم بتسجيلهم كل شيء يباع حتى حق المساكين والخلاصة بأن قرار إعلان ريمة محافظة كان أكبر خطأ حيث در المال على الإقطاعيين وأحرم الفقراء والمحتاجين من أبسط الحقوق والواجبات والإعلان وسع نطاق السرقات وأعلى أصحابها وأعاد الإمامة من جديد من خلال عساكر الابتزاز وتنافيذ الجباية،. أنقذوا ريمة حاسبوا الفاسدين أعيدوا الحقوق نفذوا المشاريع نفذوا توجيهات رئيس الجمهورية، أمنعوا النافذين، ارحموا الأمراض، أبنوا الحواجز. شقوا الطرقات، امنعوا السرق، ارحموا المساكين، اتقوا الله واهتموا بالوطن قبل أن تحدث المأساة الكاملة.