عزا الدكتور ياسين سعيد نعمان, الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني, مظاهر الأزمة الوطنية التي تعيشها البلاد اليوم ومؤشراتها المختلفة إلى السلطة الحاكمة لمقاليد البلاد باعتبارها من إنتاجها وصناعتها. وقال نعمان إن السياسات التي تدار بها البلاد بجميع أنواعها وأيضا السياسة التي أنتجتها حرب 94م بما يتعلق بالقضية الجنوبية وقضية الوطن بشكل عام، سياسة التعاطي مع القضايا المختلفة خلقت هذه الأزمة. واعترف نعمان في حوار مطول مع أسبوعية "الأهالي" المستقلة في عددها الصادر أمس الثلاثاء بان مسؤولية مالت إليها الأوضاع تقع على عاتق الجميع, لكنة استدرك بالقول:" الجميع مسئولون ولكن المسئولية متفاوتة، بمعنى أن الحاكم عندما يخطئ ولا يجد من يردعه وخاصة إذا كان هذا الرادع قادرا على تحجيم هذا الخطأ فهو يتحمل جزءا من المسئولية". ورأى أمين عام الاشتراكي بان دور المعارضة لا يجب أن يختزل أو يختصر في انتقاد ولوم سياسات السلطة الخاطئة, على طريقة من يندب حظه - حسب تعبيره -لأنهم وفقا لراية إن اكتفوا بذلك فهم شركاء في المسؤولية. ودعا ياسين وهو سياسي محنك ورجل دولة سابق, الجميع بان يتداعوا في تحرك عاجل لإنقاذ بلادهم وإصلاح الأوضاع حينما يجدوا السياسات التي تدار بها البلاد خاطئة ويمكن أن تقوده للكارثة, وألا ينتظروا قوة أخرى من الخارج تصلح ما أفسدته السلطة, مذكرا إياهم في صرخة إخلاص ودعوة الرجل المنقذ إلى أن المشهد كالتالي: "السفينة عندما تغرق والناس جميعا فيها على الجميع أن يتصدى لمن يريد أن يغرق السفينة، خاصة وهم يعرفون من يريد إغراقها". وقدم ياسين في سياق حديثة روشته الانطلاق لمعالجة كل ذلك بالقول:" نحن عندما تحدثنا حول إصلاح الوضع فينبغي ألا ننطلق من روح المناكفة، نبحث جميعا بجدية عن الحلول، وقلنا إنه عندما نبدأ بالحوار يجب أولا أن نحدد طبيعة الأزمة وكيف نشأت وما هي مظاهرها؟ هذا مطروح للحوار". وتساءل نعمان الذي تولى رئاسة أول برلمان لدولة الوحدة عن ظروف هذه اللحظة في جملة تساؤلات تبحث عن إجابات" ما هي سياسات هذه السلطة؟ ما هي سياستها في معالجة هذا الوضع؟", لكنة خلص إلى تساؤل آخر برئ فيه القوى الأخرى غير الحاكمة من صناعة ما يجري كون الأيام باعتقاده أثبتت أن "السلطة تنتج أزمات فوق الأزمات من خلال تهميش القوى الاجتماعية، تهميش واستبعاد القوى الفاعلة التي تستطيع أن تشكل قوة نشطة في مواجهة هذه الأزمات". وتساءل عما إذا كان دخول السلطة للمشاركة كطرف في الحوار مع اللقاء المشترك بمثابة اعترافا بوجود أزمة, وأجاب:" السلطة اعترفت، ولم تعترف في نفس الوقت", في إشارته إلى أنها ذهبت مباشرة في حديثها إلى الحلول, والحديث عن تعديلات دستورية فضلا عن الانتخابات واكتفت بذلك. وفي ردة على سؤال للصحفي عما تريده المعارضة من الحوار, قال نعمان:" نحن نريد تشخيص طبيعة الأزمة أولا، هذه مظاهر أزمة خطيرة. لماذا نشأت؟ فإذا استطعنا أن نتفق على أسباب نشوء الأزمة فسنستطيع أن ننتج الحلول".