قال عبدالفتاح القيري نائب رئيس الدائرة القانونية للإصلاح إنه ليس بمقدور أحد مهما كانت مكابرته وعدم موضوعيته أن يطمس أو يزايد على مواقف الإصلاح من القضية الجنوبية. وأشار القيري خلال افتتاح أعمال المؤتمر المحلي لإصلاح شبوة اليوم إلى أن الإصلاح هو الذي سبق الجميع في مؤتمره العام الأول أواخر عام 1994م حين طالب بضرورة إزالة آثار الحرب ومعالجة أوضاع المحافظات الجنوبية . معتبرا أن الإصلاح شكل بذلك المطلب وتلك الدعوة أولى نقاط الافتراق والخلاف مع الممسكين بالسلطة . وأضاف : بدلاً من دراسة ذلك الموقف ومناقشة هذا المطلب ذهب الآخر بعيدا بفعل ما جبل عليه من مكابرة وعناد واستعلاء ورفض كلما يطرح من شركائه في الوطن لتزداد المظالم وتستفحل المشاكل وتتعمق المظالم ويتسع الخرق على الراقع ، والحاكم سادر في غية مغرداً وحده في سربه متغنياً بالمنجزات الموهومة ومصراً على إنكار وتجاهل كل حقائق الواقع الأليم . وقال إنه إزاء هذا الوضع الصعب والخطير والمعقد أقدم الإصلاح على اتخاذ واحد من أهم قراراته وجعله عنوانا وشعارا لمؤتمر شهير من مؤتمراته ألا وهو (( النضال السلمي طريقنا لنيل الحقوق والحريات )) ومضى في هذا الطريق الذي بدى صعبا ومحفوفا بالمخاطر وكان للمحافظات الجنوبية وشبابها قصب السبق ونيل شرف الريادة ومجد القيادة .. وحين بدأو نضالهم السلمي للمطالبة بالحقوق . ونبه القيري إلى ما أسماه ب " محاولة تسميم الحراك السلمي بمبيد خطير اسمه العنف " و " وتفخيخه بلغم الشطريه " . وبخصوص الحوار قال القيري إنه حين لم يتسنى للسلطة وحزبها الحاكم إفراغ الحوار من محتواه قرروا الهروب من خلال إعلان إيقاف الحوار والمضي في التحضير لمهزلة جديدة عنوانها الانفراد بانتخابات صورية لينفردوا بالوطن . وحذر القيري في ختام كلمته المغامرين في قيادة السلطة وحزبها من المغامرات الطائشة ، مؤكدا أن سياسة الأمر الواقع أن نجحت في زمن مضى وانقضى فإنها لم تعد اليوم مجدية ولا نافعة . كلمة المكتب التنفيذ لإصلاح شبوة ألقاها الأستاذ محسن بن عبود رئيس المكتب رحب في مستهلها بالحضور . وأوضح إن هذا المؤتمر يأتي تجسيدا للنهج المؤسسي الذي يسير عليه الإصلاح والذي دأب على عقد مؤتمراته في مواعيدها في سلوك حضاري والتزام تنظيمي مشهود، كمايأتي هذا المؤتمر بعد نقله تنظيمية في السير نحو اللامركزية في انتخاب قيادات الإصلاح العلياء بمشاركة فاعلة للتنظيم المحلي إذ هي المرة الأولى التي سينتخب أعضاء مجلس شورى الإصلاح من قبل المؤتمرات المحلية بالمحافظات إيمانا من الإصلاح بمبدأ المشاركة الفاعلة لقواعده وأعضاءه في صناعة القرار. وأضاف قائلا ينعقد هذا المؤتمر وبلادنا تمر بظروف غاية في الحساسية والتعقيد فالمشروع الوطني الذي ناضل من اجله شعبنا عقود طويلة أصبح أمام تحديات كبيرة ومخاطر محدقة، فالوحدة التي تعد من أعظم انجازات شعبنا في تاريخه المعاصر يكاد كابوس الفرقة أن يعصف بها بسبب سياسات الإقصاء والتهميش والتفرد والعبث بمقدرات الوطن واحتكاره لصالح قلة من المتنفذين تتمرس بالوحدة شعارا وتهدم قيمها ومعانيها بسوء أفعالها. والأمن الذي هو من أسمى القيم الإنسانية أصبح مفقودا أو يكاد ، فكل يوم نسمع أخبار سفك الدماء المحرمة ونهب الأموال والحقوق وقرع طبول الحرب وتعاظم الفتن . والحريات التي تعد من أسس ديننا هي الأخرى إصابتها سهام الكبت وتكميم الأفواه والإغلاق والحبس والمصادرة . وأكد بن عبود أن الوطن ملك لجميع أبناءه له وليس لأحد كائنا من كان أن يدعي الوصاية عليه كما أن صيانته وبناء ه والمحافظة عليه وإنقاذه واجب يتحمله الجميع كل حسب مسؤوليته فالسلطة وحزبها يتحملون المسؤولية الكبرى في الحفاظ على حقوق المواطن وحمايته وإنفاذ القانون وسيادة مبدأ العدالة والحرية والمواطنة المتساوية وهي مسؤوليات أي نظام يحكم في أي مكان في العالم وان التقصير في أداء هذه الواجبات هو إخلال ونكوص يعرض الوطن كله لمخاطر جمة. وأضاف : أن مؤشر الخطر الذي يتهددنا جميعا في تصاعد مستمر بمضي الوقت وهو ما يحتاج إلى وقفة مسئولة من قبل الجميع لإيقاف هذا لخطر الداهم الذي يكاد يعصف بنسيجنا الوطني وأمننا وحقنا وحق أجيالنا في الحياة الكريمة الآمنة والمستقرة ، مؤكدا بأن الخروج من هذا المأزق لن يكون إلا بحوار وطني شامل لجميع مكونات الشعب دون استثناء ، حوارا يضع كل مشاكلنا على طاولة البحث حوار مبني على الصدق والوفاء بعيدا عن التكتيكات وإهدار الوقت حوار يتجاوز الشكليات إلى عمق الأزمة. وحذر رئيس إصلاح شبوة الحزب الحاكم من عواقب انقلابه على اتفاق فبراير 2009 وتفاهم يوليو2010 ، وحمله كامل المسؤولية المترتبة على هذا الانقلاب . ودعا عقلاء المحافظة ومشائخها ومفكريها وشبابها إلى الإسهام الفاعل في حماية هذه المحافظة من الفتن وصيانتها وإغلاق كل باب للشر ونشر مبادئ التسامح وإصلاح ذات البين. فشبوة كانت وستضل بأذن الله عنوان المواقف الوطنية الجريئة فقوموا أيها الإخوة الكرام بما يمليه عليكم واجبكم الوطني في بناء هذه المحافظة وصيانتها . كما دعا جميع مكونات العمل الوطني من أحزاب وقوى ومنظمات إلى السعي الدءوب من أجل جهد وطني واسع وموحد ومؤثر للخروج بالوطن من أزماته وتجاوزها وفق رؤية جامعة وشاملة تتجاوز النظرات الضيقة ، محيا في السياق ذاته الدور الريادي الذي تقوم به أحزاب اللقاء المشترك ولجنة الحوار الوطني . وحث بن عبود في ختام كلمته أعضاء وأنصار التجمع اليمني للإصلاح على مواصلة السير على ذات الطريق ، طريق النهج الوسطي المعتدل والفكر الإسلامي الأصيل الساعي إلى نشر قيم الخير والفضيلة والإخاء والتنمية . من جهته قال محمد سلطان في كلمة أحزاب اللقاء المشترك إلى أن هذا المؤتمر يأتي في فترة تدخل فيها البلاد في منعطف خطير بعد أن أقدم متطرفوا الحزب الحاكم على الانقلاب على اتفاق فبراير وتفاهمات يوليو محذرا من مغبة التمادي وعدم الرجوع الى جادة الصواب. كلمة السلطة المحلية ألقاها الشيخ علي بن راشد الحارثي وكيل محافظة شبوة أشاد فيها بالإصلاح ونجاحاته على مختلف الصعد ، متمنيا للمؤتمر المحلي الخامس للإصلاح النجاح ، وأكد على أهمية الحوار للخروج من الأزمة والعمل لمصلحة البلد . وكان المؤتمر المحلي الخامس لإصلاح شبوة قد حظي بحضور رسمي وحزبي وشعبي في جلسته الافتتاحية ، حيث حضر الجلسة الافتتاحية الأستاذ عبد الفتاح القيري ممثل الأمانة العامة للإصلاح مشرف المؤتمر ووكلاء محافظة شبوة علي بن راشد الحارثي واحمد سالم النسي والأستاذ محمد سلطان سالم عضو اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة سكرتير ثاني منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بالمحافظة وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك وعدد من مدراء المكاتب في المحافظة وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية وعدد من المشائخ والأعيان.