أكد سياسيون وأكاديميون وشخصيات اجتماعية أن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله كان بمثابة صمام أمان لليمن وبرحيله - رحمه الله - فقدت اليمن قائدا ورمزا من رموزها. وقال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل – أمين عام مساعد لاتحاد القوى الشعبية - إن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كان من صفاته التسامح، وأنه لم يكن يوماً ما طائفياً أو مناطقيا أو سلالياً، وكان حريصاً دائماً على أن تظل العلاقة بين كافة القوى في الوطن علاقة طيبة ومتينة لأنه رحمه الله كان ينطلق من الثوابت الوطنية. وقال المتوكل في ندوة (حكيم اليمن) التي نظمها المركز اليمني للدراسات الإستراتيجية، إن الأحمر كان يسعى لأن تكون الوحدة اليمنية التي لعب دورا بارزا في تحقيقها تدريجية بحيث يتقبلها الجميع، معتبرا علاقته الجيدة مع السعودية أجبرت الأخيرة على الاعتراف بالجمهورية اليمنية عقب الثورة المصرية. وأشار المتوكل إلى أن الشيخ كان له علاقة طيبة مع أسرة حميد الدين وكان متسامحاً معها رغم ما حدث من قتل لوالده وشقيقه. زارع البذرة الأولى للديمقراطية القيادي المؤتمر أحمد الاصبحي قال خلال مداخلته بندوة (حكيم اليمن) إن حكومة 5 نوفمبر أثبتت حرص الشيخ على جمع شمل اليمنيين وعدم تقلده لحقيبة وزارية حينها والاكتفاء بمتابعة الأوضاع من خارج الحكومة. واعتبر الاصبحي تأسيس الأحمر للمجلس الوطني بأنه البذرة الأولى لزرع الديمقراطية حينها والتي أدت إلى انتخاب مجلس الشورى. واعتبر الاصبحي بأن مرحلة ما بعد ال26 من سبتمبر استدعت تغليب القتال على السياسة كون الملكيين حينها يتربصون بالجمهورية، مشيرا إلى أن دخول الجمهوريين في إشكاليات دفعت الشيخ – رحمه الله- لعقد مؤتمر عمران في 1963 وبعدها توجه إلى القاهرة لبحث جهود تدعيم الثورة اليمنية مع عبدالناصر، عاد بعدها لعقد مؤتمر خمر في 1965 والذي انبثق عنه قرارات لدستور الجمهورية اليمنية، حيث عملت تلك القرارات على توحيد صفوف الجمهوريين المتشققة حينها، وذلك بعد أن طالب الشيخ عبدالله الاحمر من الجمهوريين الالتزام به اثر تصاعد الخلاف بينهم، الذي بدوره أسس لمؤتمر معبر الداعي لإعادة المسئولين المعتقلين في مصر والحفاظ على صنعاء وكذا الحفاظ على القوات المصرية أثناء مغادرتها لليمن. متسامحاً مع الجميع من جانبه تطرق الدكتور عبد الوهاب الروحاني - عضو مجلس الشورى - إلى دور الشيخ عبدالله في تثبيت واستقرار المؤسسات الدستورية، مشيراً إلى أن الإدارة الرسمية ارتبطت ارتباطاً مباشراً بالشيخ عبدالله من عام 1969م وأنه رحمه الله ترأس خمسة برلمانات أثنان قبل الوحدة وثلاثة بعدها. موضحا بأن الشيخ مارس أنشطة سياسية أخرى إضافة إلى الأعمال الرسمية التي كان يقوم بها حيث كان له دور كبير في المصالحة بين الجمهوريين والملكيين وكان يرى أن الحوار هو الطريق الأمثل والوحيد لحل الأزمات في اليمن كما أسهم الشيخ بشكل كبير في ترميم العلاقة بين اليمن والمملكة العربية السعودية. وعن إدارته لمجلس النواب أشار الروحاني إلى أن الشيخ عبدالله رحمه الله رغم أنه كان رئيسا لحزب سياسي إلا أنه كان يتسم في إدارته لمجلس النواب بالحيادية، حيث كان ينظر للجميع كشركاء في العمل الوطني، لافتا إلى أن إدارته تميزت بعد الوحدة بعدة مميزات منها إشاعة روح التسامح والتوازن بين الحكومة ومجلس النواب والسماح لطرح جميع الرؤى دون تحفظ. من جهته تحدث زيد الشامي - نائب رئيس كتلة التجمع اليمني للإصلاح البرلمانية – عن إدارة الشيخ للبرلمان التي وصفها ب"المتميزة". وقال الشامي: تميز الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في رئاسته لعدة دورات برلمانية في الحفاظ على صلاحيات مجلس النواب وتثبيت الحصانة لأعضائه، مشيرا إلى أن الشيخ كان حريصاً على أن تكون صورة عضو مجلس النواب صورة ناصعة وكان بمثابة الأب يرتاح لمن يطرح الرأي القوي وحريصاً بأن يبدي جميع الأعضاء آرائهم ودون التحفظ على أحد، حيث كان يفسح المجال للحديث لجميع الأعضاء ولم يحدث أن حقّر الشيخ من رأي أحد لأنه - رحمه الله - كان يجيد التصرف الحكيم ولا يترك المجلس للفوضى وبدون استخدام القمع. مؤكدا في السياق ذاته بأن مواقف الشيخ كانت مع سيادة الدستور والقانون وعدم الانتقاص من سيادة البلاد، ولم يشهد أعضاء مجلس النواب من قبله أي مهانة في عهده لأنه كان لا يقبل أن يحدث هذا في ظل إدارته للمجلس. من جهته أوضح البرلماني عبدالله المقطري بأن الشيخ عبدالله - رحمه الله - كان يميل إلى الفئة الفقيرة والمحتاجة من أبناء الشعب حيث كان له دور في إلغاء الرسوم الجمركية على مادة القمح والدقيق والدواء وكان يحرص دائماً على أن يقف في صف الشعب، لافتا إلى أن الشيخ كان يتعامل مع أعضاء مجلس النواب تعاملاً راقياً وأخوياً وكان ينظر إلى الجميع بنظرة واحدة دون تمييز. مناصراً للقضايا الإسلامية وعن علاقة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بالشخصيات الاجتماعية والقيادات السياسية أوضح الشيخ حمود هاشم الذارحي بأن الشيخ رحمه الله كانت تربطه علاقات واسعة بكافة الشخصيات الحزبية والثقافية والأدبية والاجتماعية. وتطرق الذارحي إلى دور الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في تأسيس التجمع اليمني للإصلاح والذي أصبح من أكبر الأحزاب السياسية المعارضة في اليمن، مشيرا إلى أن الشيخ عبدالله كان بمثابة الأب لجميع اليمنيين وكان يستخدم علاقته الواسعة من أجل رص الصف الوطني ومصالح اليمن لأنه - رحمه الله - كان صاحب كلمة مسموعة لدى جميع الأطراف في الساحة السياسية والاجتماعية. وبدوره أشار عبدالسلام العنسي - عضو مجلس الشورى- إلى أن الشيخ عبدالله رحمه الله لم يكن رئيسا للبرلمان ولا زعيماً لحاشد ولكن الصورة التي اتسم بها الشيخ أنه كان الرجل المسلم القوي الذي يقول كلمة الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، مستعرضا الدور البارز الذي لعبه الشيخ في قضايا الأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية "حيث كان الشخصية الثانية في مؤسسة القدس ونائباً للشخصية المعروفة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله". وقال العنسي :"ليس غريباً أن يبكي زعماء وقيادات إسلامية على رحيله أمثال الغنوشي وخالد مشعل وغيرهم لأنه - رحمه الله - كان يتفاعل مع القضايا الإسلامية ويبذل من أجل نصرتها الغالي والرخيص". ولأنه لم يكن بخيلاً في دعم المؤسسات الداعمة للقضية الفلسطينية. وتساءل العنسي فيما لو كان الشيخ عبدالله على قيد الحياة اليوم هل ستصل اليمن إلى ما وصلت إليه؟؟ مؤكدا بأنه كان - رحمه الله - سيلعب دوراً بارزاً وكبيراً في حل هذه المشاكل بحكم قوة شخصيته وإيمانه بأن المكايدات ليست طريقاً للحل وإنما تعقد الأزمة. وقال العنسي "نحن بحاجة إلى البكاء على وضعنا وبحاجة إلى من يعزينا على ما وصلت إليه الأوضاع في بلدنا الحبيب". الدكتور محمد العديل - رئيس جمعية الأقصى - أشار في مداخلته إلى أن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كان الراعي الأول لكافة الأنشطة المتعلقة بدعم القضية الفلسطينية وعلى رأسها دعم جمعية الأقصى.