شدد وزير الأوقاف والإرشاد القاضي حمود الهتار على ضرورة الحوار كفريضة شرعية على المسلمين فيما بينهم لتحقيق التعارف والتعاون والتقريب في وجهات النظر وحل الخلافات التي تسود المجتمع, مشيرا إلى أن الحوار مهما مع غير المسلمين لترسيخ مبدأ الوسطية الإسلامية في شتى مناحي الحياة. و أكد الهتار أن الإعلام الغربي ضخم حقائق القاعدة والإرهاب في اليمن, وأن ضحايا العمليات الإرهابية هم أقل بكثير عن ضحاياها في الولاياتالمتحدة والدول الغربية والعربية الأخرى. واعتبر الهتار أثناء مشاركته في فعاليات افتتاح أعمال المؤتمر الدولي السابع للوسطية في الإسلام اليوم بصنعاء ما يتناوله الإعلام الغربي محاولة لتشويه صورة اليمن, مشيرا إلى أن الدولة في سياستها تسعى لاستيعاب اليمنيين على اختلاف توجهاتهم المذهبية والحزبية وطبقا للدستور, وأنها تتعامل مع كافة المسلمين من منطلق الأخوة والوحدة, كما تتعامل مع غيرهم وفقا للدستور الرباني: ، وقد اختارت منهج الوسطية في التعامل. وأضاف: أننا في الحكومة والدولة نعلق أمالا كبيرة على المؤتمر للخروج برؤية واضحة عن مفهوم الوسطية ومدلولاها حتى نتمكن من تقديمه للآخرين". وأوضح الوزير الهتار بأن العديد من الباحثين والمفكرين اشتغلوا على الوسطية وتمسكوا بها, داعيا إلى تطبيق الوسطية على ارض الواقع" الدولة اليمنية ". ونوه إلى أن الوسطية كانت هدفا في الثورة اليمنية من أجل التحرر من الاستبداد وإزالة الفوارق الطبقية بين شرائح المجتمع. وأستعرض الوزير تجربة اليمن فيما قال بأنها استطاعت من خلالها إعادة العديد من أصحاب الأفكار المتطرفة المنافية للوسطية وإعادة الأمل إلى نفوسهم بإمكانية العيش بسلام, مرجحا بأن تكون تلك الأفكار اخطر من مخططات الأعداء لسببين"في كونها تظهر الإسلام على غير صورته الحقيقية, ووفرت المبررات لتدخل الأجنبي في شئون المسلمين وقد ابرزن اضرر جسيمة في بلداننا العربية والإسلامية". من جهته قال رئيس المنتدى العالمي للوسطية(الصادق المهدي) في كلمته للمؤتمر بان الأمة الإسلامية رغم ما تعانيه من تفرقة فكرية وثقافية واجتماعية لازالت متحدة حول كتاب واحد. وأشار المهدي إلى تضمن الوسطية الإسلامية لمشروع يحتوى الفرقة, معتبرا في الوقت ذاته خلافات الفرق الإسلامية بأنها سياسية في الغالب"لكن دخلت فيها عوامل سيكولوجية وخلافات مذهبية نتج عنها الفرقة نتيجة الاجتهادات". وقسم المهدي العالم الإسلامي إلى من استسلموا للهيمنة العسكرية الغربية ودعوا بقطيعة معرفية بالتراث, مسميا تلك المدارس بالعلمانية, وآخرين ذات طابع فلسفي, مطالبا بأن يتحلى الخلاف بآداب الحكمة وأن تحال الأمور محل خلاف المذاهب إلى "رب العالمين". ووضع المهدي 7 شروط اعتبرها أساس لمنهج الوسطية تمثلت في التعامل مع حقائق النقل ومستجدات المكان والزمان, استخدام وسائل المعرفة المتمثلة بالوحي والإلهام والعقل, سنن الطبيعة في كتاب الله , حقوق الإنسان التي بينها الشريعة تعود إلى كرامته وحريته وحقوقه في العدالة والمساواة والسلام, الحكم الرشيد ويقوم على المشاركة والمسألة والشفافية وسيادة القانون, يقوم الاقتصاد على التنمية لتحقيق الكفاية والعدل. تلك ابرز النقاط التي أوردها المهدي في كلمنه واعتبرها شرطا لتحقيق مبدأ الوسطية, موضحا عيوب الأمة الإسلامية في الخصومة المرضية بين الحكام والشعوب, والفجوة الكبيرة بين قلة ميسرة وكثرة معدمة. رئيس فرع المنتدى في اليمن(دواد عبد الملك الحدابي) قال بأن المؤتمر يأتي في لحظة تعاني فيه الأمة من تهديد داخلي في الغلو والتطرف وخارجي متمثل بالتبعية, مشيرا إلى أن مؤتمر اليوم بأنه اجتماع لعقلاء الأمة حول كلمة الوسطية, وأنه بمثابة إعادة تفكير في نقاط ضعف الأمة وقوتها والنظر في كل المتغيرات والوسائل المستهدفة من أجل إنقاذ واقع الأمة.