خلق الله المرأة رقيقة ناعمة، وهذا يناسب رسالتها في الحياة، وقدرتها على تربية الأبناء، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً على حسن التعامل مع النساء، فلا يكرم المرأة إلا كريم، ولا يهينها إلا لئيم.. وما زال الرجل –عبر التاريخ- يحاول استغلال المرأة لمتعته الخاصة، حتى عندما ارتفعت أصوات تحرير المرأة في الغرب فقد حرصوا أن يجعلوها لقمة سائغة للاستمتاع الجسدي، يعرضونها –بشكل مقزز- في سوق النخاسة، وإلا ماذا نسمي مسابقات الجمال؟ وعروض الأزياء؟ وأين نضع تحويل المرأة إلى لحم مباح في دور العرض المكشوف أو بيوت البغاء، حتى إذا ذبل شبابها رميت كسقط المتاع وجيء بشابة جديدة، أليس في هذا امتهان واحتقار لهذا الإنسان الذي يجب أن يعيش كريماً كالرجل؟! في بلادنا جهات ومؤسسات تحاول قهر المرأة واستغلال حاجتها للعمل بإرغامها على نزع نقابها كخطوة قبل نزع الحجاب، وأن يصل الأمر إلى العاملات في سلك القضاء الذي يبحث المظلومون عنده عن العدل فهو المحيّر وغير المقبول، ولن أدخل في الجدل الفقهي حول الأمر، ولكن من باب احترام الحريات والخصوصيات الشخصية، ومراعاة للتقاليد الاجتماعية، يعتبر هذا عدواناً متعمداً! مشكلة المرأة اليمنية ليست في النقاب، وإنما في حرمانها من التعليم فلا زالت نسبة الإناث متدنية في مجال التعليم، وهناك حرمان كبير للأمهات من حق الرعاية الصحية الأولية، والكثير من أولياء الأمور ينفقون دخولهم في مضغ القات ويحرمون نساءهم من العيش الكريم، وإذا خرجت المرأة للعمل لتؤمن لنفسها لقمة عيش شريفة مساعدة للأسرة أو رعاية لأيتام أو تحسيناً لظروف معيشتها فلماذا توضع أمامها مثل هذه العراقيل التي ربما منعتها من مواصلة العمل!! عام 1972م دخلت جامعة صنعاء أول أربع طالبات، ثلاث منهن كن منقبات والرابعة محجبة، حينها قال المشرف الاجتماعي، وكان من دولة شقيقة –يجب أن لا ينتهي العام الدراسي- إلا وقد خلعت الطالبات النقاب، وكانت الجامعة تقدّم وجبات غذائية لجميع الطلاب في مطعم الجامعة، أما الطالبات فتصل إليهن الوجبات إلى مقر سكنهن، ففرض المشرف عليهن المجيء إلى المطعم ليأكلن مع الطلاب لكنهن رفضن ذلك، ثلاث منهن يحملن اليوم شهادة الدكتوراه والرابعة أكملت الماجستير، وأصبحن عالمات وأعلاماً في المجتمع، المنقبة والمحجبة على حد سواء!! حق المرأة في العمل وحاجتها يجب أن لا يستغل لإذلالها وقهرها، وحرمانها من حقوقها وخصوصياتها الشخصية، وعلى الرجال أن يبتعدوا عن جبروتهم في التعامل مع المرأة، وإذا كنا نلوم بعض العوام الذين يحرمون المرأة من حقها في الميراث، ونعتبر عدم إتاحة الفرصة للفتاة للتعليم مثل الذكور تمييزاً ضد المرأة؛ فإن نزع نقاب المرأة وإرغامها على ماتكرهه ممارسة للظلم والاستعباد وإن جاء من مثقفين يحملون شهادات عليا!! إن مثل هذه التصرفات تؤكد المخاوف التي نحاول عدم تصديقها –بأن الفتاة اليمنية مستهدفة بسهام الغدر وطمس الهوية والتقليد الأعمى: ولو كان سهماً واحداً لاتقيته لكنه ثانٍ وثالث ورابع!! [email protected]