يمثل التعليم وإستراتيجية التخطيط الجيد في أي مجتمع من المجتمعات حجر الزاوية والركن الأساسي الذي تقوم عليه جميع الفعاليات التنموية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية والصحية والتعليمية ولذلك لابد من الاهتمام بجودة مخرجات التربية والتعليم كونهم يمثلون ، زهرة الوطن وخلاصة شبابه وشاباته، هم من سيلتحق بالجامعات، والكليات العسكرية وهم من سيقودون الوطن في المستقبل ،كونهم يشكلون النسبة الكبيرة من الشعب اليمني فجميع قطاعات ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني هي محطات توظيف المخرجات بعد تلقيها أنواع العلوم المتخصصة في شتى المجالات ، كما سيكون للكوادر المؤهلة طلبا في اليمن وخارج اليمن ، إذا تميزت تلك الكوادر بالكفاءات والجودة وستكون مخرجات وزارة التربية والتعليم نتاج ما زرعته الوزارة، ومقدار التميز الذي يحظى به أي قطاع هو نتيجة تميز مكونات التعليم ونجاحها من خلال إعطاء التعليم دورة ومكانته العالية من خلال الاهتمام بجودة الطالب وجودة المعلم وجودة المناهج وكذلك جودة الإدارة المدرسية ، ولايمكن أن تقوم للتعليم قائمة المئات من مدراء المدارس أميين لا يقرؤون ولا يكتبون في 2014 ، كما لايمكن للتعليم النجاح دون الاهتمام بجودة المناهج وزرع قيم الوطنية والولاء لليمن في جميع المناهج الدراسية حتى يتخرج الأجيال وهم على معرفة كافية بالعلوم المختلفة يستطيع من خلالها أداء الامتحانات بكل ثقة وبعيد عن ظاهرة الغش التي طالت الاختبارات للشهادة الأساسية والثانوية منذ عدة سنوات والي اليوم حتى أصبحت ثقافة عند بعض أفراد المجتمع يشجع ابنه على الغش بل ويذهب معه ويدفع المال والرشوة من اجل الحصول على نسبه كبيرة ولذلك تقع المسئولية اليوم على الوزارة والمجتمع المحلي نفسة في ضرورة توعية المجتمع بمخاطر هذه الأفه لان الخريج سيصدم في عدة اتجاهات وجد نفسه غير صالح في عمله بما سيكون له اثر سلبي على المجتمع اليمني وعلى مؤسسات الدولة وغيرها ، وعندما نلاحظ أن الطلاب والطالبات قد حصلو على التأهيل العام اللازم، وأصبحو أكثر نضجاً من الناحية العقلية والفكرية وحصلوا على تفوق كبير سيكون له الأثر في تحديد توجهاتهم المستقبلية وقدرتهم على الاختيار الصحيح ومن ثم يكون لهم دور رئيسي في بناء الدولة المؤسسية بدلا من الإدارة بالروتين القديم الذي جعل اليمن في ذيل تقارير العالم من جميع الجوانب ومن ثم يكون هذا المخرج المتميز له مشاركة في بناء وتطوير هذا الوطن المجيد . أيضاً فإن التحصيل العلمي والفكري والتربوي في مراحل التعليم العام هو المسئول عن تبلور شخصية النشء لأن التعلم في الصغر كالنقش في الحجر. ولذلك فالواجب على وزارات التعليم الثلاث في اليمن ومعها المجلس الأعلى لتخطيط التعليم مع مراكز الأبحاث الإستراتيجية لوضع رؤية للتعليم في اليمن وبما نصت عليه وثيقة الحوار الوطني الشامل كون التعليم من أساسيات الأمن القومي للدولة ويجب على الدولة أن تضع السياسات العامة للتعليم بما يتواكب مع بناء اليمن الجديد وبما يحقق تقدم الدولة وازدهارها فنحن بحاجة إلي ثورة في التعليم من خلال وضع استراتيجيات وطنية لضمان جودة التعليم والاستفادة من الأبحاث والدراسات المتخصصة وكذلك إفساح المجال للاهتمام بالبحث العلمي والدراسات على مستوى الوزارات والمكاتب والمدارس وكذلك المعاهد المهنية والجامعات فكل الدول التي ارتقت وكانت هي واليمن قبل 20 عاما في مستوى واحد نجدها اليوم في مصاف الدول المتقدمة كان التعليم والاهتمام بالأبحاث وإعطائها نسبة كبيرة من الميزانية ظهر من خلالها المبتكرين والموهوبين والعلماء والخبراء في شتى العلوم ، كانوا هم أساس البناء والتنمية للدول والعكس إذا تدهور وضع التعليم يكون له أثرا سلبيا على مستقبل الدولة كون مخرجات التعليم غير منتجه وليس لها دور في بناء الوطن . كما يحتاج التعليم العمل على التنسيق المشترك لوضع برامج تأهيل للمعلمين بما يتطلبه المنهج التعليمي من خلال وضع خطة كل خمس سنوات لوضع تقييم للمعلمين ليكافأ فيها المتميز ويتم تأهيل إعادة تأهيل ذوي الكفاءة المنخفضة والتخلص ممن لا يرقى إلى مستوى المهنية أو من أُرغم على العمل في التدريس وهو لا يجيده لأنه لم يجد وظيفة أخرى تناسبه ناهيك عن رفع مستوى تأهيل الكليات التي تخرّج المعلمين من الناحية العلمية والتربوية حتى نحصل منها على كوادر مؤهلة تجيد عملها ، كما يجب الاهتمام بتجويد المناهج كونها اللبنة الثانية التي تبنى عليها العملية التعليمية والتربوية وذلك من حيث المحتوى وأسلوب العرض ومناسبة المعلومة لسن وقدرات المتلقي , وبما يحقق الانتماء والحب للوطن حيث لا يزال دور التعليم العام في زرع الولاء والانتماء والهوية الوطنية عقيدة ولغة وثقافة وتاريخاً وسياسة واجتماعاً ضعيفاً، وقد كان في الماضي أفضل حينما كانت المناهج تعج بالقصائد الوطنية والمواضيع التاريخية والتوجيهية ، مع ضرورة إعادة هيبة المدرسة اليمنية وهيبة المعلم التي تتلاشى عاما بعد عام كونها من أهم الأسس العملية التربوية وهذا يتطلب إعادة الاعتبار لهيبة المدرسة وهيبة المعلم مع الموازنة بين الأساليب التربوية الحديثة، والحقوق والواجبات لكل من الطالب والمعلم مع أخذ التواصل مع الأسرة بعين الاعتبار ولذلك لايمكن إعادة المكانة المتميزة للتعليم في اليمن إلا عمل رؤية جديدة للتعليم في اليمن ، تلبي تطلعات الشعب الثائر 2011 ضد الظلم والجهل والمرض ، وتحقيقا لمخرجات الحوار الوطني التي نصت على أهمية جودة التعليم في اليمن وان يكون متزامنا مع متطلبات السوق من حيث الجودة والتميز والإبداع وتشجيع الموهوبين والمتفوقين والسعي لمعالجة الاختلال في التربية والتعليم من رأس الهرم وحتى المدرسة والتي تمثل سببا رئيسيا في ضعف مخرجات التعليم وزيادة البطالة وانتشار ظاهرة الغش حتى أصبحت ثقافة لدى البعض ، ناهيك عن تردى المستوى التعليمي العام ففاقد الشئ لا يعطيه ، فهل إن الأوان لوضع رؤية لضمان جودة التعليم من خلال خطة خمسيه وطنية شاملة تلزم الحكومة بمتابعتها وبمشاركة مجتمعية شاملة ، كهدف استراتيجي وطني يجب على الحكومة والقيادة السياسية وكافة المعنيين في القطاع الخاص والحكومي ومنظمات المجتمع المدني وضع التعليم وتطويرة في سلم اولويات بناء الدولة اليمنية كون التنمية مرتبطة ارتباطا مباشرا بالتعليم المتميز وهو ما نصت عليه وثيقة الحوار الوطني الشامل . [email protected]