تعددت الثورات والمصير واحد واريقت الدماء والسبب واحد وتعددت الاحزاب والوطن واحد .. هكذا صارت اليمن بعد الوحدة وهكذا كانت التناقضات تتآكل مع الايجابيات والاقتصاد يتآكل مع السياسة والمجتمع يتآكل مع الاحزاب والوطن يتآكل مع هذه الاحداث ... الثورة اليوم ليست بالسلاح او الهتاف والتجاول الفوضوي بالشارع او الاعلان عبر شبكات التواصل او التجمعات او الاحزاب, انها اليوم ولا بد ان تتغير ثقافة الثورة التي نتزعمها فيما بيننا خدمة لغيرنا لا بد ان نضع المعايير وندرس الواقع بمنطقية وواقعية بما يتواكب ما امكانيتنا وحدودنا البشرية والمادية بما يفضي لنا سبيل مهم لايجاد الثورة المناسب غير الهدامة . في اوروبا توالت الثورات وتجذر الصراع واندلعت الانقسامات وهذا طبيعي فكان الدين مختلف والاعراق واللغة والمصالح وكل تلك خلقت جوا مشحونا بالصراع والحروب والتخلف والفقر ظل الحال كذلك مئات السنين الى ان نهضت اوروبا في النهضة الاوروبية الاولى وتلتها الثانية التي استمرت حتى كتابة هذا المقال, توحدت اقتصاديا على هذا الاساس توحدت السياسة والمجتمع والقوانين والثقافة والقوة لكنها ليست بثورة الكلاشنكوف انها ثورة العلم والثقافة وثورة العقول ولدت ثورة في التكنلوجيا في الانسجام الاجتماعي وذابت الحدود وتوحدت المصالح وغزت العالم بإثر هذه الثورة. من هنا من اليمن من تمتلك المورد البشري النسيج الوطني المتلاحم الثروات المحلية الارض البيئة بيعدا عن السياسة وعن ضجيج الاحزاب وترهات الطائفية وحب الزعامة فان التقيد بالمقومات البشرية والمادية العلمية هي التي ستقود الى شرارة الثورة ولنهضة العلمية والعملية والبشرية في اليمن فليس هناك مجالا للسلاح فقد اثبت فشله واثبتت السياسة انها غير كافية في قيادة هذا البلد وهذا الشعب المغلوب بل ان المقومات البشرية التي لحقت بالسيسة اصحبت هي الهدف من استغلاله وهدمه وذلك ليس نقصا لهم بل استنقاصا في مقدرتهم الذهنية والعقلية وعدم استثمار فكرهم نحو طاقة ايجابية للبناء والتعلم بل وضعت لسيطرة الشارع وفوضى التجمعات. من هنا يمكن ان نضع لبنات ثورة جديدة ثورة ثقافة وبناء العقول وبناء مؤسسات تعليمية بشرية وكادر عامل ينهض بثورة صناعية واقتصادية وثقافية واجتماعية كما هو معهود ولن يتاتى ذلك الا من خلال خلق مؤسسات تعليمية جامعية تنهض بهذه القدرات وتحسين مخرجات الجامعات ورد اعتبار الجامعات بما يضمن وضع استراتيجية علمية كاملة للبلاد بدلا من استغلال الجامعات والصروح العلمية لجذب الشباب نحو السياسة التي لا تسمن ولا تغني من جوع من هنا يمكن للشباب ان يصنعو ثورة خالدة . [email protected]