ماهو الفرق بين قصف الطائرات الأمريكية لليمنين في قيفة وشبوة ومأرب وقفص السعودية اليوم؟ ماهو الفرق بين قصف السعودية نفسها الحوثيين بطلب من صالح في الحربين الخامسة والسادسة وقصفهم اليوم لصنعاء ومران وغيرها؟ ماهو الفرق بين تدخل السعودية والاردن وغيرهما عندما ارسلوا قوات لدعم الإمام البدر ضد الجمهوريه وتدخل هاتين الدولتين اليوم؟ يجب ان نغضب لكل ما من شأنه المساس بكرامة اليمن وسيادتها.. لا أن يكون غضبنا انتقائيا بحسب التوجه السياسي او المذهبي او السلالي. يجب ان نكون حكماء في غضبنا فنحن ندعي الحكمة ولنعلم أننا نحن دوما من نطلب تدخل الغير في شؤننا ونحن السبب في كل ما وصلنا اليه.. علي عبدالله صالح وعبدالله بن حسين الأحمر واعوانهم هم من طلب تدخل ودعم السعودية لقتل ابراهيم الحمدي, ومنذ هذه الكارثة التي حلت على اليمن في قتل زعيم بحجم الحمدي كانت السعودية هي من يختار حكام اليمن حتى اللحظة. خلال العقود الماضية كانت الرياض هي المتحكم بالشأن اليمني وانتهجت سياسة غير حكيمة على الإطلاق من خلال محاولة تركيعه وجعله مجرد تابع لا يملك من أمره شيئ. الحوثي واتباعه هم من حج الى طهران طيلة السنوات الماضية وطلب تدخلها ودعمها المادي والعسكري "السلاح بأنواعة والخبراء والمدربين ورجال المخابرات...الخ" وبهم استقوو على ابناء بلدهم ونهبو سلاح الدولة وحاصرو رئيس الجمهورية وأذلوه وفجرو المساجد والبيوت والمدارس وقتلو وشردو وهددو السعودية وأنهم سيدخلون إلى الرياض واستعرضو قواتهم بطلب من طهران التي اعلنت أن الحوثيين اصبحو جزء من الجيش الثوري الايراني ويسيرون على نهج الثورة الاسلامية الايرانية ... بمعنى نحن من يحكم اليمن فعليا من خلال الحوثي وسنفرض سياستنا على المنطقة من خلالهم. اليوم هادي الذي كان العجز دوما وأبدا اهم انجازاته ولكي يدافع عن شرعيته كرئيس طلب التدخل السعودي على الأراضي اليمنية وكسر بذلك قلوب وكرامة ملايين اليمنيين. هادي لم يدافع عن اليمن يوما وكذا السعودية فكلاهما تركا الحوثي يسيطر على عمران كي يتخلصا من عدو مشترك واليوم اصبح هذا العدو قوة لا يمكن تجاوزها وينبغي حل الوضع الراهن بالسياسة والحوار فالحرب آخر ما تحتاجه اليمن. لم تنتصر السعودية في اي حرب خاضتها على الإطلاق والدليل ما نراه اليوم في سوريا والعراق وافغانستان رغم أنها وضعت ثقلها كله.. كما أن طهران لم تكن سوى عامل تدمير وتمزيق لكل من الدول السابقة. اليوم يريدون فتح جبهة جديدة في اليمن على حساب دماء اليمنيين وكرامتهم من خلال عملائهم المحليين. تدمير ما تبقى من الجيش اليمني لن يكون من آثاره سوى فتح المجال للميليشيا بقطبيها السنية والشيعية لتعيث في اليمن الخراب والدمار. يجب وقف الغارات السعودية وعلى الحوثي أن يغلب مصلحة اليمن ولا مناص من الحوار ولغة السياسة وإلا فالدمار الشامل سيعم اليمن. على الحوثي ان يعلن وبأسرع وقت التزامه بمخرجات الحوار الوطني الذي وافق عليه بكامل اختيارة دون اكراه والعمل الجاد على كل ما جاء فيه مع وقف كل الضربات الجوية ضد اليمن (ولا أقول ضد الحوثيين فنحن نرفضها جملة وتفصيلا). سوريا والعراق ليسا ببعيد عنا فهل من متعض!!