تصعيد الضجيج الاعلامي حول الخيارات الاستراتيجية التي يهدد بها الحوثي من مخبئه في جرف سلمان بصعده ، لن يثني قيادة التحالف العربي عن استكمال اهدافها المتمثلة في قطع دابر الفتنة الشيعية واستئصال المد الفارسي في اليمن ،ولن يجدي نفعا في اخضاع اليمنيين لسلطة الكهف مجددا وربط مصيرهم باستراتيجية قاطنيه. فالقيادات العالقة في المغارات والكهوف اصبحت منبوذة تعيش خارج التاريخ الانساني ببعديه السياسي والاجتماعي ،وليس بوسعها ان تتحكم في مصير شعب أو تصيغ استراتيجيات ابنائه. انها مهزلة الفكر الشيعي العربي بنسخته الايرانية والذي داب على مدى قرون من الزمن في تبرير فشل مشروعه السياسي على حياكة الاساطير والاوهام واعادة تصديرها من الكهوف والسراديب ،بدء باكذوبة المخلص الايراني المنتظر خروجه من احد سراديب مدينة قم ،مرورا باضحوكة الغيبة الكبرى للامام العسكري في العراق وانتهاء بالخيارات الاستراتيجية من كهوف مران اليمنية. ونحن اليمنيين لم نعد نملك من مخزون الغباء الذي تراكم في وعينا الجمعي جراء تعاقب الائمة الهدوية على الحكم مئات السنين، ما يوهلنا للعودة الى مرحلة الجروف والكهوف ،والانصياع لأسيادها الواهمين. والمضحك المبكي في المشهد ان سيد الجرف يحاول بغباء مفرط ان يحصل على تفويض شعبي يخوله الحق في تمثيل هوية اليمن الرسمية ويمنحه شرعية لاعلان حربه العبثية والخاسرة ضد بلدنا الثاني المملكة العربية السعودية ،واليمنيين جميعا يدركون ان اعلان الحرب ضد المملكة أو اي دولة خليجية لايخدم سوى اجندة النفوذ الايراني واطماعها التوسعية في المنطقة . والاكثر غرابة في الامر ان عبد الملك الحوثي الامام الاكثر رعونة في تاريخ أائمة الشيعة الهدوية يوهم نفسه ومن حوله بتفويض شعبي في الوقت الذي هو يعلم انه يواجه رفض شعبي منقطع النضير وصل الى حد اعلان الحرب ضد ميليشياته من اغلبية اليمنيين ،فانى له ان يقنع نفسه بهذه الكذبة القبيحة قبل ان يقنع غيره. أما اذا كان الحوثي مازال يتوهم فعلا انه يمتلك خيارات تمكنه من مواجهة الرفض الشعبي في الداخل والتحالف العربي في الخارج فانه في هذه الحالة يكون قد تجاوز مرحلة التمادي مع الاوهام الى مرحلة الجنون المحض. وهنا يجدر بنا ان نذكر الفتى الغمر وهو يستعرض خصائص المراهقة الشيعية في كهوف مران ،ان اسامة بن لادن قبل حوالي عشر سنوات من اليوم كان يتحدث من مغارات جبال تورو بورو الافغانية عن خيارات متعددة يمتلكها تنظيمه للمواجهة ،وفي نهاية المطاف تبين لنا ان الرجل لم يكن يملك سوى خيار اضطراري لهروبه متنكرا ومنتحلا اسم وصفة شخص اخر ،ومع ذلك لم ينجيه تنكره من القتل (المصير الحتمي لكل المتلاعبين بأرواح الابرياء) ،علما بان اسامة بن لادن كان اعظم قوة واكثر تأثيرا من فتى مران. [email protected]